الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
22916 9979 - (23425) - (5 \ 403) عن أبي التياح قال: سمعت صخرا يحدث، عن سبيع قال: أرسلوني من ماه إلى الكوفة أشتري الدواب، فأتينا الكناسة فإذا رجل عليه جمع، قال: فأما صاحبي فانطلق إلى الدواب وأما أنا فأتيته، فإذا هو حذيفة، فسمعته يقول: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وأسأله عن الشر، فقلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر؟ قال: "نعم"، قلت: فما العصمة منه؟ قال: "السيف " أحسب - أبو التياح يقول: [ ص: 444 ] السيف، أحسب قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثم تكون هدنة على دخن"، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثم تكون دعاة الضلالة، فإن رأيت يومئذ خليفة الله في الأرض فالزمه، وإن نهك جسمك وأخذ مالك، فإن لم تره فاهرب في الأرض، ولو أن تموت وأنت عاض بجذل شجرة"، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: "ثم يخرج الدجال"، قال: قلت: فبم يجيء به معه؟ قال: "بنهر أو قال: ماء ونار، فمن دخل نهره حط أجره، ووجب وزره، ومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره"، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: "لو أنتجت فرسا لم تركب، فلوها حتى تقوم الساعة".

التالي السابق


* قوله: "فأتينا الكناسة": اسم موضع بالكوفة.

* "عليه جمع": أي: اجتماع، أو اجتمع عليه جماعة.

* "وإن نهك": - على بناء الفاعل -، والضمير للخليفة، أي: بالغ في عقوبته، أو - على بناء المفعول -.

* "فاهرب": من هرب؛ كنصر: إذا فر.

* "لو أنتجت": - على بناء الفاعل -؛ من الإنتاج بمعنى: التوليد، والمراد: الفرس الأنثى، والمفعول الثاني مقدر، أي: ولدا، وهو المراد بالفلو - بوزن العدو -؛ فإنه يطلق على ولد الفرس إذا انفصل عن أمه.

* * *




الخدمات العلمية