الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1981 1140 - (1980) - (1 \ 225) عن ابن عباس ، قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين ، فقال : " إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما ، فكان لا يستنزه من البول - قال وكيع : من بوله - ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة " ، ثم أخذ جريدة ، فشقها بنصفين ، فغرز في كل قبر واحدة ، فقالوا : يا رسول الله ! لم صنعت هذا ؟ قال : "لعلهما أن يخفف عنهما ما لم ييبسا " . قال وكيع : " تيبسا " .

التالي السابق


* قوله : "في كبير " : أي : في أمر يشق الاحتراز عنه عليهما .

* "لا يستنزه " : - بنون ساكنة بعدها زاي معجمة ثم هاء - ; أي : لا يتجنب ، ولا يحترز عنه .

* "يمشي " : أي : بين الناس .

* "بالنميمة " : هي نقل كلام الغير لقصد الإضرار ، والباء للمصاحبة ، أو التعدية على أنه يجعل النميمة ماشية شائعة بين الناس .

* "فغرز " : قيل : أي : عند رأسه ، ثبت ذلك بإسناد صحيح .

* "أن يخفف " : دخول "أن" لإعطاء "لعل" حكم "عسى " .

* "ما لم ييبسا " : - بفتح مثناة تحتية أولى ، وسكون الثانية ، وفتح الموحدة أو كسرها - ; أي : العودان ، قيل : المعنى فيه : أنه يسبح ما دام رطبا ، فيحصل التخفيف ببركة التسبيح ، وعلى هذا فيطرد في كل ما فيه رطوبة من الأشجار

[ ص: 315 ] وغيرها ، وكذلك ما فيه بركة ; كالذكر والتلاوة من باب أولى ، وقيل : بل هو أمر مخصوص به ليس لمن بعده أن يفعل مثل ذلك .

* * *




الخدمات العلمية