الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2271 1351 - ( 2271) - (1 \ 252) عن ابن عباس ، قال : ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ، ولا رآهم ، انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ، وأرسلت عليهم الشهب ، قال : فرجعت الشياطين إلى قومهم ، فقالوا : ما لكم ؟ قالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء ، وأرسلت علينا الشهب ، قال : فقالوا : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها ، فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء ؟ قال : فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها يبتغون

[ ص: 422 ] ما هذا الذي حال بينهم وبين خبر السماء ؟ قال : فانصرف النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، قال : فلما سمعوا القرآن ، استمعوا له ، وقالوا : هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء . قال : فهنالك حين رجعوا إلى قومهم ، فقالوا : يا قومنا ! إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به الآية [الجن : 1 - 2] ، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم : قل أوحي إلي أنه [الجن : 1] ، وإنما أوحي إليه قول الجن .


التالي السابق


* قوله : "ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن " : قد جاء أنه قرأ عليهم ، ورآهم ، فيحمل هذا على حالة مخصوصة ، وهي واقعة نزول سورة الجن ; أي : يومئذ سمعوا اتفاقا ، لا أنه قرأ عليهم ، والحديث يدل على أنه خفي عليهم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .

* "فهنالك " : أي : رجوعهم ، وهذا المقدر متعلق قوله : "حين رجعوا " .

* "وإنما أوحي إليه قول الجن " : أي : لا أنه قرأ عليهم .

* * *




الخدمات العلمية