الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر العذر الثالث : وهو النسيان الذي يعرض في بعض الأحوال

                                                                                                                          2069 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، والحسن بن سفيان ، قالا : حدثنا حرملة بن يحيى قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرنا يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قفل من غزوة حنين سار ليلة حتى إذا أدركه الكرى عرس ، وقال لبلال : اكلأ لنا الليل ، فصلى بلال ما قدر له ، ونام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فلما تقارب الصبح استسند بلال إلى راحلته يواجه الفجر ، فغلبت بلالا عيناه ، وهو مستسند إلى راحلته ، فلم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بلال ، ولا أحد من أصحابه ، حتى [ ص: 423 ] ضربتهم الشمس ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولهم استيقاظا ، ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : أي بلال ، فقال بلال : أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك ، بأبي أنت يا رسول الله ، قال : اقتادوا رواحلكم . ثم توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمر بلالا ، فأقام الصلاة وقال : من نسي الصلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها ؛ فإن الله تبارك وتعالى قال : وأقم الصلاة لذكري .

                                                                                                                          [ ص: 424 ] وقال يونس : وكان ابن شهاب يقرؤها ( للذكرى )
                                                                                                                          .

                                                                                                                          قال أبو حاتم رضي الله عنه : أخبرنا ابن قتيبة بهذا الخبر ، وقال فيه خيبر ، وأبو هريرة لم يشهد خيبر ، إنما أسلم وقدم [ ص: 425 ] المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وعلى المدينة سباع بن عرفطة ، فإن صح ذكر خيبر في الخبر فقد سمعه أبو هريرة من صحابي غيره ، فأرسله ، كما يفعل ذلك الصحابة كثيرا ، وإن كان ذلك حنين لا خيبر ، وأبو هريرة شهدها وشهوده القصة التي حكاها شهود صحيح ، والنفس إلى أنه حنين أميل .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية