الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 503 ] ذكر خبر ثالث يصرح بأن الإيثار بين الأولاد في النحل حيف غير جائز استعماله

                                                                                                                          5104 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو خيثمة قال : حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي عن النعمان بن بشير ، قال : طلبت عمرة بنت رواحة إلى بشير بن سعد أن ينحلني نحلا من ماله ، وإنه أبى عليها ، ثم بدا له بعد حول - أو حولين - أن ينحلنيه ، فقال لها : الذي سألت لابني كنت منعتك ، وقد بدا لي أن أنحله إياه ، قالت : لا والله ، لا أرضى حتى تأخذ بيده ، فتنطلق به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشهده ، قال : فأخذ بيدي ، فانطلق بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقص عليه القصة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : هل لك معه ولد غيره ؟ قال : نعم ، قال : فهل آتيت كل واحد منهم مثل الذي آتيت هذا ؟ قال : لا ، قال : فإني لا أشهد على هذا ، هذا جور أشهد على هذا غيري ، اعدلوا بين أولادكم في النحل كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف .

                                                                                                                          [ ص: 504 ] قال أبو حاتم رضي الله عنه : قوله صلى الله عليه وسلم : أشهد على هذا غيري ، أراد به الإعلام بنفي جواز استعمال الفعل المأمور به لو فعله ، فزجر عن الشيء بلفظ الأمر بضده ، كما قال لعائشة : اشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية