الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              210 [ 116 ] ومن حديث أبي هريرة : إن الإيمان ليأرز إلى المدينة بنحوه .

                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 422 ) ، والبخاري ( 1876 ) ، ومسلم ( 147 ) ، وابن ماجه ( 3111 ) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " الإسلام يأرز بين المسجدين ، وإن الإيمان ليأرز إلى المدينة ") قال أبو عبيد : أي : ينضم ويجتمع بعضه إلى بعض كما تنضم الحية في جحرها . وقال ابن دريد : أرز الشيء يأرز ، إذا ثبت في الأرض ، وشجرة أرزة ، أي : ثابتة مجتمعة .

                                                                                              وهذا منه - صلى الله عليه وسلم - إخبار بما كان في عصره وعصر من يليه من أصحابه وتابعيهم ، من حيث إن المدينة دار هجرتهم ومقامهم ، ومقصدهم وموضع رحلتهم [ ص: 364 ] في طلب العلم والدين ، ومرجعهم فيما يحتاجون إليه من مهمات دينهم ووقائعهم ، حتى لقد حصل للمدينة من الخصوصية بذلك ما لا يوجد في غيرها . وفيه حجة على صحة مذهب مالك في تمسكه بعمل أهل المدينة وكونه حجة شرعية .

                                                                                              وقال أبو مصعب الزبيري في معنى هذا الحديث : إنما المراد بالمدينة أهل المدينة ، وأنه تنبيه على صحة مذهبهم ، وسلامتهم من البدع المحدثات ، واقتدائهم بالسنن ، والإيمان مجتمع عندهم وعند من سلك سبيلهم .

                                                                                              و (قوله : " بين المسجدين ") يعني : مسجدي مكة والمدينة . وهو إشارة إلى أن مبدأ الإيمان كان بمكة وظهوره بالمدينة .




                                                                                              الخدمات العلمية