الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              414 [ 208 ] وعن شريح بن هانئ ; قال : أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين . فقالت : عليك بابن أبي طالب فسله . فإنه كان يسافر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فسألناه ، فقال : جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ، ويوما وليلة للمقيم .

                                                                                              رواه مسلم ( 276 ) ، والنسائي ( 1 \ 84 ) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله في حديث علي : " جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ، ويوما وليلة للمقيم ") نص في اشتراط التوقيت في المسح ، وبه أخذ أبو حنيفة ، والثوري ، وأصحاب الحديث ، والشافعي ، ومالك وأحمد في أحد قوليهما ، ومشهور مذهب مالك : أنه لا توقيت فيه ، وهو قول الأوزاعي والليث ، والقول [ ص: 532 ] الآخر للشافعي ، وأقوى ما يتمسك به لمشهور مذهب مالك حديث عقبة بن عامر ، الذي خرجه الدارقطني ، وصححه ، قال : خرجت من الشام إلى المدينة يوم الجمعة ، فدخلت المدينة يوم الجمعة ، ودخلت على عمر ، فقال لي : متى أولجت خفيك في رجليك ؟ قلت : يوم الجمعة ، فقال : فهل نزعتهما ؟ قلت : لا ، قال : أصبت السنة . ومثل هذا يشيع ، ولم ينكره أحد ، مع أنه قال فيه : أصبت السنة . وهذا ملحق بالمسند المرفوع. وأما حديثأبي عمارة الذي قال فيه : " امسح ما شئت ، ما بدا لك " . فقال فيه أبو داود : ليس بالقوي ، ومآل هذا : أن حديث عقبة يعارض حديث علي ، غير أن حديث عقبة وافقه عمل الصحابة ، فهو أولى عنده ، والله تعالى أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية