الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              589 [ 307 ] وعن مالك بن الحويرث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه ، وإذا ركع رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه ، وإذا رفع رأسه من الركوع فقال سمع الله لمن حمده - فعل مثل ذلك.

                                                                                              وفي رواية : حتى يحاذي بهما فروع أذنيه .

                                                                                              رواه أحمد ( 5 \ 53 )، والبخاري ( 737 )، ومسلم ( 391 ) (25 و 26)، وأبو داود ( 745 )، والنسائي ( 2 \ 182) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله " حتى يحاذي بهما أذنيه " ، وفي أخرى " منكبيه " ، وفي أخرى " فروع أذنيه " ، وفي غير كتاب مسلم " فوق أذنيه مدا مع رأسه " ، وفي أخرى " [ ص: 20 ] إلى صدره " . وبحسب اختلاف هذه الروايات اختلف العلماء في المختار من ذلك ; فذهب عامة أئمة الفتوى إلى اختيار رفعهما حذو منكبيه ، وهو أصح قولي مالك وأشهرهما ، والرواية عنه : إلى صدره . وذهب ابن حبيب إلى رفعهما حذو أذنيه ، وقد جمع بعض المشايخ بين هذه الأحاديث وبين الروايتين عن مالك ، فقال : يكون رسغاه مقابلة أعلى صدره ، وكفاه حذو منكبيه ، وأطراف أصابعه حذو أذنيه. وتبقى رواية " فوق رأسه " لا تدخل في هذا الجمع . وقال بعضهم : هو على التوسعة - وهو الصحيح . وقد ذهب الطحاوي إلى أن اختلاف الأحاديث لاختلاف الأحوال . واختلف أصحابنا في صفة رفعهما ; فقيل : قائمتين كما جاء " يمدهما مدا " ، وهو مذهب العراقيين من أصحابنا . وقيل : منتصبتين ; بطونهما إلى الأرض وظهورهما مما يلي السماء . وذهب بعضهم إلى نصبهما قائمتين ، لكن تكون أطراف الأصابع منحنية قليلا .

                                                                                              وما حكمة ذلك ؟ اختلف فيه ; فقيل فيه أقوال أنسبها مطابقة قوله " الله أكبر " لفعله ، ثم اختلف في وقت رفعهما ; فجاء في بعض الروايات " كان إذا كبر رفع يديه " ، وفي بعضها " إذا افتتح الصلاة " ، " وإذا قام إلى الصلاة " ، وهذا يشعر باستصحابها ومقارنتها .




                                                                                              الخدمات العلمية