الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              746 (30) باب

                                                                                              ما يقال في الركوع والسجود

                                                                                              [ 379 ] عن عائشة ، قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي " يتأول القرآن .

                                                                                              رواه أحمد (6 \ 49)، والبخاري (794)، ومسلم (484) (217)، وأبو داود (877)، والنسائي (2 \ 219)، وابن ماجه (889) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (30) [ومن باب : ما يقال في الركوع والسجود ]

                                                                                              قوله : سبحانك اللهم وبحمدك ; سبحانك : اسم علم لمصدر سبح ، وقع موقعه ، فنصب نصبه ، وهو لا ينصرف ; للتعريف والألف والنون الزائدتين كعثمان ، ومعناه : البراءة لله من كل نقص وسوء . وهو في الغالب مما لا ينفصل عن الإضافة ، وقد جاء منفصلا عنها في قول الأعشى شاذا :


                                                                                              أقول لما جاءني فخره سبحان من علقمة الفاخر!



                                                                                              [ ص: 88 ] وقد أشربه في هذا البيت معنى التعجب ; فكأنه قال تعجبا : من علقمة ! هذا قول حذاق النحويين وأئمتهم . وقد ذهب بعضهم إلى أن سبحان جمع سباح ، من : سبح يسبح في الأرض : إذا ذهب فيها سبحا وسبحانا . وهذا كحساب وحسبان . وقيل : جمع سبيح للمبالغة من التسبيح ; مثل : خبير ، وعليم ، ويجمع : سبحان ; كقضيب ، وقضبان . وهذان القولان باطلان ; بدليل عدم صرفه كما ذكرناه من بيت الأعشى .

                                                                                              وقوله : وبحمدك ; متعلق بفعل محذوف دل عليه التسبيح ; أي : بحمدك سبحتك ; أي : بتفضلك وهدايتك . هذا قولهم ، وكأنهم لاحظوا أن الحمد هنا بمعنى الشكر .

                                                                                              قال الشيخ - رحمه الله - : ويظهر لي وجه آخر ، وهو إبقاء معنى الحمد على أصله كما قررناه أول الكتاب ، ويكون إثباتا للسبب ، ويكون معناه : بسبب أنك موصوف بصفات الكمال والجلال ; سبحك المسبحون ، وعظمك المعظمون ، والله تعالى أعلم [بغيبه وأحكم] .

                                                                                              وقوله : يتأول القرآن ; معناه : يمتثل ما آل إليه معنى القرآن في قوله تعالى : إذا جاء نصر الله والفتح [ النصر :1 ] وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى .




                                                                                              الخدمات العلمية