الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              875 [ 453 ] وعن جابر بن عبد الله ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : من أكل من هذه البقلة الثوم - وقال مرة - : من أكل البصل والثوم والكراث - فلا يقربن مسجدنا ، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم .

                                                                                              وفي رواية ، قال : من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا ، أو ليعتزل مسجدنا ، وليقعد في بيته . وإنه أتي ببدر فيه خضرات من بقول ، فوجد لها ريحا ، فسأل فأخبر بما فيها من البقول ، فقال : قربوها ، إلى بعض أصحابه ، فلما رآه كره أكلها ، قال : كل ، فإني أناجي من لا تناجي .


                                                                                              رواه أحمد (3 \ 400)، والبخاري (858)، ومسلم (564) (73 و 74)، وأبو داود (3822)، والترمذي (1807)، والنسائي (2 \ 43) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله : وأنه أتي ببدر فيه خضرات من بقول : وقعت هذه اللفظة ببدر ، بالباء بواحدة من أسفل ، وهو الطبق ، سمي بذلك لاستدارته . وقد وقع لبعض الرواة : بقدر ، بالقاف . واستدل به : على كراهة ما له ريح من البقول وإن طبخ ، وهذا ليس بصحيح . قالوا : وهو تصحيف ، وصوابه : ببدر . وقد ورد في كتاب أبي داود : أتي ببدر . ولو سلم أنه : بقدر ، فيكون معناه : أنها لم تمت بالطبخ تلك الرائحة منها ، فبقي المعنى المكروه ، فكأنها نيئة .

                                                                                              وقوله : فإني أناجي من لا تناجي : يشعر بأن هذا الحكم خاص به ; إذ هو [ ص: 168 ] المخصوص بمناجاة الملك ، ولكن قد علل هذا الحكم في أول الحديث بما يقتضي التسوية بينه وبين غيره في هذا الحكم ; حيث قال : فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ، وقوله : ولا تؤذينا بريح الثوم .




                                                                                              الخدمات العلمية