الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثاني : في إزالة النجاسة من جدار المسجد ، وبزاقه في ثوبه أو نعله ، - صلى الله عليه وسلم- .

                                                                                                                                                                                                                              روى البخاري عن أنس - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رأى نجاسة في [ ص: 94 ] القبلة فشق عليه ذلك حتى رئي في وجهه ، فقام فحكه بيده وذكر الحديث ، وفيه : «فلا يبزقن أحدكم قبل قبلته ولكن عن يساره ، أو تحت قدمه ، ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه على بعض» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رأى نخامة في قبلة المسجد ، فأقبل على الناس ، فقال : «ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربه فيتنخع أمامه ، أيحب أن يستقبل فيتنخع في وجهه ، فإذا تنخع أحدكم فلينتخع عن يساره أو تحت قدمه ، فإن لم يجد فليقل هكذا؛ فتفل في ثوبه ، ثم مسح بعضه على بعض» .

                                                                                                                                                                                                                              وروي أيضا عن عبد الله بن الشخير- رضي الله تعالى عنه- أنه صلى مع النبي- صلى الله عليه وسلم- قال : «فتنخم ، فدلكها بنعله اليسرى» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن أبي أمامة- رضي الله تعالى عنه- قال : «قام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ذات يوم فافتتح الصلاة ، فرأى نخامة في القبلة فخلع نعليه ثم مشى إليها فحكها ، ففعل ذلك ثلاث مرات . . الحديث» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمامان مالك وأحمد ، والشيخان وأبو داود والنسائي وابن ماجه ، عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رأى بصاقا في جدار القبلة فحكه ، ثم أقبل على الناس . . الحديث» . وروى الشيخان عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رأى في جدار القبلة مخاطا أو بزاقا أو نخامة فحكه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان- أيضا- عن أبي سعيد ، وأبي هريرة - رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رأى نخامة في قبلة المسجد فحكها بحصاة ، ثم نهى الرجل أن يبزق عن يمينه وأمامه ، ولكن يبزق عن يساره ، أو تحت قدمه اليسرى» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة عن العباس بن عبد الرحمن الهاشمي ، وعن الشعبي قالا : «إن [ ص: 95 ] رسول الله- صلى الله عليه وسلم- رأى في قبلة المسجد نخامة فحكها بيده ثم دعا بخلوق فلطخ مكانها» .

                                                                                                                                                                                                                              وروي أيضا عن يعقوب بن زيد أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يتبع غبار المسجد بجريدة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن جابر - رضي الله تعالى عنه- قال : «أتانا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في مسجدنا هذا في يده عرجون ابن طاب؛ فنظر فرأى في قبلة المسجد نخامة ، فحكها بالعرجون ، ثم أقبل علينا ، فقال : أيكم يحب أن يعرض الله تعالى عنه بوجهه ؟ ! إن أحدكم إذا قام يصلي؛ فإن الله قبل وجهه ، فلا يبصقن قبل وجهه ولا عن يمينه ، وليبزق عن يساره تحت رجله اليسرى ، فإن عجلت به بادرة فليتفل بثوبه هكذا ، ووضعه على فيه ثم دلكه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه عن أنس - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بزق في ثوبه وهو في الصلاة ثم دلكه» .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ، ولفظه : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يبزق في ثوبه وهو في الصلاة ثم دلكه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسدد برجال ثقات عن أبي العلاء عن أبيه- رضي الله تعالى عنه- «أنه صلى مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فتنخم فدلكها بنعله اليسرى» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية