الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثامن : لا تعارض بين قوله تعالى : وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا [الأنفال : 44] وبين قوله تعالى : قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء [آل عمران : 13] فإن المعنى في ذلك أصح الأقوال أن الفرقة الكافرة ترى الفرقة المؤمنة مثل عدد الكافرة على الصحيح أيضا ، وذلك عند التحام الحرب والمسابقة ، فأوقع الله تعالى الوهن والرعب في قلوب الذين كفروا ، فاستدرجهم أولا بأن أراهم [ ص: 82 ] إياهم عند المواجهة قليلا ، ثم أيد المؤمنين بنصره ، فجعلهم في أعين الكافرين على الضعف منهم ، حتى وهنوا وضعفوا ، وغلبوا؛ ولهذا قال : والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد وإسحاق بن راهويه وابن منيع ، والبيهقي ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : لقد قللوا في أعيننا يوم بدر حتى قلت لرجل إلى جنبي : أتراهم سبعين ؟ قال : أراهم مائة ، فأسرنا رجلا منهم . فقلنا : كم أنتم ؟ قال : ألف .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية