الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السادسة : قوله تعالى : { إلا ما ملكت يمينك }

                                                                                                                                                                                                              المعنى فإنه حلال لك على الإطلاق المعلوم في الشرع من غير تقييد .

                                                                                                                                                                                                              وقد اختلف العلماء في إحلال الكافرة للنبي صلى الله عليه وسلم فمنهم من قال : يحل له نكاح الأمة الكافرة ووطؤها بملك اليمين لقوله تعالى { إلا ما ملكت يمينك } وهذا عموم .

                                                                                                                                                                                                              ومنهم من قال : لا يحل له نكاحها ; لأن نكاح الأمة مقيد بشرط خوف العنت ; وهذا الشرط معدوم في حقه ; لأنه معصوم ; فأما وطؤها بملك اليمين فيتردد فيه .

                                                                                                                                                                                                              والذي عندي أنه لا يحل له نكاح الكافرة ، ولا وطؤها بملك اليمين ، تنزيها لقدره [ ص: 610 ] عن مباشرة الكافرة ، وقد قال الله تعالى : { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } ، فكيف به صلى الله عليه وسلم ، وقال : { اللاتي هاجرن معك } ، فشرط في الإحلال له الهجرة بعد الإيمان ، فكيف يقال إن الكافرة تحل له ،

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية