الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية : في حقيقة التمني : وهو نوع من الإرادة يتعلق بالمستقبل ، كالتلهف نوع منها يتعلق بالماضي .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة : نهى الله سبحانه عن التمني ; لأن فيه تعلق البال بالماضي ونسيان الآجل ، ولأجل ما فيه من ذلك وقع النهي عنه ، وتفطن البخاري له فعقد له في جامعه كتابا فقال : كتاب التمني ، وأدخل فيه أبوابا ومسائل هناك ترى مستوفاة بالغة إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الرابعة : المراد هاهنا النهي عن التمني الذي تستحسنه عند الغير حتى ينتقل إليك ، وهو الحسد المنهي عنه مطلقا في غير هذا الموضع . أما أنه يجوز تمني مثله وهي الغبطة ، فيستحب الغبط في الخير ; وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم : { لا حسد إلا في اثنتين : رجل يتلو القرآن ، وآخر يعمل الحكمة ويعلمها } . هذا معناه . قال : اعملوا ولا تتمنوا ، فليتكم قمتم بما أوتيتم ، واستطعتم ما عندكم . وأحسن عبارة في ذلك قول الصوفية : كن طالب حقوق مولاك ولا تتبع متعلقات هواك . [ ص: 527 ] وقال الحسن : لا يتمنين أحد المال وما يدريه لعل هلاكه فيه . وهذا إنما يصح إذا تمناه للدنيا ، وأما إذا تمناه للخير فقد جوزه الشرع كما تقدم ; فيتمناه العبد ليصل به إلى الرب ويفعل الله ما يشاء .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية