الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السادسة : قال علماؤنا : أكثر المسلمين على أن السلام سنة ورده فرض لهذه الآية . وقال عبد الوهاب منهم : السلام ورده فرض على الكفاية إن كانت جماعة ، وإن كان واحدا كفى واحد . فالسلام فرض مع المعرفة ، سنة مع الجهالة ; لأن المعرفة إن لم تسلم عليه تغيرت [ ص: 593 ] نفسه ، ثم يترتب السلام على حسب ما بيناه في كتب الحديث : من قائم على قاعد ، ومار على جالس ، وقليل على كثير ، وصغير على كبير ، إلى غير ذلك من شروطه .

                                                                                                                                                                                                              المسألة السابعة : إذا كان الرد فرضا بلا خلاف فقد استدل علماؤنا على أن هذه الآية دليل على وجوب الثواب في الهبة للعين ، وكما يلزمه أن يرد مثل التحية يلزمه أن يرد مثل الهبة . وقال الشافعي في هبة الأجنبي ثواب ، وهذا فاسد ; لأن المرء ما أعطى إلا ليعطى ; وهذا هو الأصل فيها ، وإنا لا نعمل عملا لمولانا إلا ليعطينا ، فكيف بعضنا لبعض ، وسيأتي بيان ذلك في موضعه في سورة الروم إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية