الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ليذوق وبال أمره )

قال أبو جعفر : يقول جل ثناؤه : أوجبت على قاتل الصيد محرما ما أوجبت من الجزاء والكفارة الذي ذكرت في هذه الآية ، كي يذوق وبال أمره وعذابه .

يعني : " بأمره " ذنبه وفعله الذي فعله من قتله ما نهاه الله عز وجل عن قتله في حال إحرامه . [ ص: 47 ]

يقول : فألزمته الكفارة التي ألزمته إياها ، لأذيقه عقوبة ذنبه . بإلزامه الغرامة ، والعمل ببدنه مما يتعبه ويشق عليه . .

وأصل " الوبال " الشدة في المكروه ، ومنه قول الله عز وجل : فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا [ سورة المزمل : 16 ] .

وقد بين - تعالى ذكره - بقوله : " ليذوق وبال أمره " أن الكفارات اللازمة الأموال والأبدان ، عقوبات منه لخلقه ، وإن كانت تمحيصا لهم ، وكفارة لذنوبهم التي كفروها بها .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

12635 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : أما " وبال أمره " فعقوبة أمره .

التالي السابق


الخدمات العلمية