القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=treesubj&link=28987_28766nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27ثم يوم القيامة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين ( 27 ) )
يقول تعالى ذكره : فعل الله بهؤلاء الذين مكروا الذين وصف الله جل ثناؤه أمرهم ما فعل بهم في الدنيا ، من تعجيل العذاب لهم ، والانتقام بكفرهم ، وجحودهم وحدانيته ، ثم هو مع ذلك يوم القيامة مخزيهم ، فمذلهم بعذاب أليم ،
[ ص: 195 ] وقائل لهم عند ورودهم عليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم ) أصله : من شاققت فلانا فهو يشاقني ، وذلك إذا فعل كل واحد منهما بصاحبه ما يشق عليه . يقول تعالى ذكره يوم القيامة تقريعا للمشركين بعبادتهم الأصنام : أين شركائي؟ يقول : أين الذين كنتم تزعمون في الدنيا أنهم شركائي اليوم ، ما لهم لا يحضرونكم ، فيدفعوا عنكم ما أنا محل بكم من العذاب ، فقد كنتم تعبدونهم في الدنيا ، وتتولونهم ، والولي ينصر وليه ، وكانت مشاقتهم الله في أوثانهم مخالفتهم إياه في عبادتهم .
كما حدثني
المثنى ، قال : ثنا
عبد الله بن صالح ، قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس ، قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم ) يقول : تخالفوني .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين ) يعني : الذلة والهوان والسوء ، يعني : عذاب الله على الكافرين .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=treesubj&link=28987_28766nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ ( 27 ) )
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : فَعَلَ اللَّهُ بِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ مَكَرُوا الَّذِينَ وَصَفَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَمْرَهُمْ مَا فَعَلَ بِهِمْ فِي الدُّنْيَا ، مِنْ تَعْجِيلِ الْعَذَابِ لَهُمْ ، وَالِانْتِقَامِ بِكُفْرِهِمْ ، وَجُحُودِهِمْ وَحْدَانِيَّتَهُ ، ثُمَّ هُوَ مَعَ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُخْزِيهِمْ ، فَمُذِلُّهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ،
[ ص: 195 ] وَقَائِلٌ لَهُمْ عِنْدَ وُرُودِهِمْ عَلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ) أَصْلُهُ : مِنْ شَاقَقْتُ فُلَانًا فَهُوَ يُشَاقُّنِي ، وَذَلِكَ إِذَا فَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ مَا يَشُقُّ عَلَيْهِ . يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَقْرِيعًا لِلْمُشْرِكِينَ بِعِبَادَتِهِمُ الْأَصْنَامَ : أَيْنَ شُرَكَائِي؟ يَقُولُ : أَيْنَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ فِي الدُّنْيَا أَنَّهُمْ شُرَكَائِيَ الْيَوْمَ ، مَا لَهُمْ لَا يَحْضُرُونَكُمْ ، فَيَدْفَعُوا عَنْكُمْ مَا أَنَا مُحَلٌّ بِكُمْ مِنَ الْعَذَابِ ، فَقَدْ كُنْتُمْ تَعْبُدُونَهُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَتَتَوَلَّوْنَهُمْ ، وَالْوَلِيُّ يَنْصُرُ وَلَيَّهُ ، وَكَانَتْ مُشَاقَّتُهُمُ اللَّهَ فِي أَوْثَانِهِمْ مُخَالَفَتَهُمْ إِيَّاهُ فِي عِبَادَتِهِمْ .
كَمَا حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى ، قَالَ : ثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، قَالَ : ثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ) يَقُولُ : تُخَالِفُونِي .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ ) يَعْنِي : الذِّلَّةَ وَالْهَوَانَ وَالسُّوءَ ، يَعْنِي : عَذَابَ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ .