القول في تأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=treesubj&link=29006_30231nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير ( 32 ) )
اختلف أهل التأويل في معنى الكتاب الذي ذكر الله في هذه الآية أنه أورثه الذين اصطفاهم من عباده ، ومن المصطفون من عباده ، والظالم لنفسه؟ فقال بعضهم : الكتاب هو الكتب التي أنزلها الله من قبل الفرقان . والمصطفون من عباده أمة
محمد - صلى الله عليه وسلم - . والظالم لنفسه أهل الإجرام منهم .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
علي قال : ثنا
أبو صالح قال : ثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب ) إلى قوله ( الفضل الكبير ) هم أمة
محمد - صلى الله عليه وسلم - ورثهم الله كل كتاب أنزله ; فظالمهم يغفر له ، ومقتصدهم يحاسب حسابا يسيرا ، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
الحكم بن بشير قال : ثنا
عمرو بن قيس ، عن
عبد الله بن عيسى ، عن
يزيد بن الحارث ، عن
شقيق ، عن
أبي وائل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود أنه قال :
nindex.php?page=treesubj&link=28766_30231هذه الأمة ثلاثة أثلاث يوم القيامة ; ثلث يدخلون الجنة بغير حساب ، وثلث يحاسبون حسابا يسيرا ، وثلث يجيئون بذنوب عظام حتى يقول : ما هؤلاء؟ وهو أعلم تبارك وتعالى ، فتقول الملائكة : هؤلاء جاءوا بذنوب عظام إلا أنهم لم يشركوا بك ، فيقول الرب : أدخلوا هؤلاء في سعة رحمتي ، وتلا عبد الله هذه الآية (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) .
[ ص: 466 ] حدثنا
حميد بن مسعدة قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع قال : ثنا
عون قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16411عبد الله بن الحارث بن نوفل قال : ثنا
كعب الأحبار أن الظالم لنفسه من هذه الأمة ، والمقتصد ، والسابق بالخيرات كلهم في الجنة ، ألم تر أن الله قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) إلى قوله ( كل كفور ) .
حدثني
علي بن سعيد الكندي قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ، عن
عوف ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16411عبد الله بن الحارث بن نوفل قال : سمعت
كعبا يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ) قال : كلهم في الجنة ، وتلا هذه الآية (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=33جنات عدن يدخلونها ) .
حدثنا
الحسن بن عرفة قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17070مروان بن معاوية الفزاري ، عن
عوف بن أبي جبلة قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16411عبد الله بن الحارث بن نوفل قال : ثنا
كعب أن الظالم من هذه الأمة والمقتصد والسابق بالخيرات كلهم في الجنة ، ألم تر أن الله قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) إلى قوله ( لغوب ) والذين كفروا لهم نار جهنم قال : قال
كعب : فهؤلاء أهل النار .
حدثني
يعقوب قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن عوف قال : سمعت
عبد الله بن الحارث يقول : قال
كعب : إن الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات من هذه الأمة كلهم في الجنة ، ألم تر أن الله يقول (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) حتى بلغ قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=33جنات عدن يدخلونها ) .
حدثني
يعقوب بن إبراهيم قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية قال : أخبرنا
حميد ، عن
إسحاق بن عبد الله بن الحارث ، عن أبيه أن
ابن عباس سأل
كعبا عن قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) إلى قوله ( بإذن الله ) فقال : تماست مناكبهم ورب الكعبة ثم أعطوا الفضل بأعمالهم .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
الحكم بن بشير قال : ثنا
عمرو بن قيس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق السبيعي في هذه الآية (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا ) قال :
[ ص: 467 ] قال
أبو إسحاق : أما ما سمعت منذ ستين سنة ، فكلهم ناج .
قال : ثنا
عمرو ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد بن الحنفية قال : إنها أمة مرحومة ، الظالم مغفور له ، والمقتصد في الجنات عند الله ، والسابق بالخيرات في الدرجات عند الله .
وقال آخرون : الكتاب الذي أورث هؤلاء القوم هو شهادة أن لا إله إلا الله ، والمصطفون هم أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، والظالم لنفسه منهم هو المنافق ، وهو في النار ، والمقتصد والسابق بالخيرات في الجنة .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا
أبو عمار الحسين بن حريث المروزي قال : ثنا
الفضل بن موسى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15719حسين بن واقد ، عن
يزيد ، عن
عكرمة ، عن
عبد الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ) قال : اثنان في الجنة وواحد في النار .
حدثني
محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) إلى آخر الآية قال : جعل
nindex.php?page=treesubj&link=30483أهل الإيمان على ثلاثة منازل ، كقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون ) فهم على هذا المثال .
حدثنا
ابن حميد قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11953يحيى بن واضح قال : ثنا
الحسين ، عن
يزيد ، عن
عكرمة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ) الآية قال : الاثنان في الجنة وواحد في النار ، وهي بمنزلة التي في الواقعة (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون ) .
حدثنا
سهل بن موسى قال : ثنا
عبد المجيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد في قوله ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ) قال : هم أصحاب المشأمة ( ومنهم مقتصد ) قال : هم أصحاب الميمنة (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ومنهم سابق بالخيرات ) قال : هم السابقون من الناس كلهم .
[ ص: 468 ] حدثنا
الحسن بن عرفة قال : ثنا
مروان بن معاوية قال : قال
عوف : قال
الحسن : أما الظالم لنفسه فإنه هو المنافق ، سقط هذا وأما المقتصد والسابق بالخيرات فهما صاحبا الجنة .
حدثني
يعقوب قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
عوف قال : قال
الحسن : الظالم لنفسه المنافق .
حدثنا
بشر قال : ثنا
يزيد قال : ثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) شهادة أن لا إله إلا الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32فمنهم ظالم لنفسه ) هذا المنافق في قول
قتادة ، والحسن ( ومنهم مقتصد ) قال : هذا صاحب اليمين (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ومنهم سابق بالخيرات ) قال : هذا المقرب ، قال
قتادة : كان الناس ثلاث منازل في الدنيا ، وثلاث منازل عند الموت ، وثلاث منازل في الآخرة ; أما الدنيا فكانوا : مؤمن ومنافق ومشرك ، وأما عند الموت فإن الله قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=88فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم ) وأما في الآخرة فكانوا أزواجا ثلاثة (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون ) .
حدثني
محمد بن عمرو قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ) قال : هم أصحاب المشأمة ( ومنهم مقتصد ) قال : أصحاب الميمنة (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ومنهم سابق بالخيرات ) قال : فهم السابقون من الناس كلهم .
حدثنا
ابن بشار قال : ثنا
أبو عاصم قال : ثنا
عيسى ، وحدثني
الحارث قال : ثنا
الحسن قال : ثنا
ورقاء جميعا ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
[ ص: 469 ] مجاهد (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ) قال : سقط هذا (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ) قال : سبق هذا بالخيرات وهذا مقتصد على أثره .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب تأويل من قال : عنى بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) الكتب التي أنزلت من قبل الفرقان .
فإن قال قائل : وكيف يجوز أن يكون ذلك معناه وأمة
محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يتلون غير كتابهم ، ولا يعملون إلا بما فيه من الأحكام والشرائع؟ قيل : إن معنى ذلك على غير الذي ذهبت إليه وإنما معناه : ثم أورثنا الإيمان بالكتاب الذين اصطفينا ; فمنهم مؤمنون بكل كتاب أنزله الله من السماء قبل كتابهم وعاملون به ; لأن كل كتاب أنزل من السماء قبل الفرقان ، فإنه يأمر بالعمل بالفرقان عند نزوله ، وباتباع من جاء به ، وذلك عمل من أقر
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وبما جاء به وعمل بما دعاه إليه بما فى القرآن ، وبما في غيره من الكتب التي أنزلت قبله .
وإنما قيل : عنى بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب ) الكتب التي ذكرنا ; لأن الله - جل ثناؤه - قال لنبيه
محمد - صلى الله عليه وسلم - (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=31والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه ) ثم أتبع ذلك قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا ) فكان معلوما إذ كان معنى الميراث إنما هو انتقال معنى من قوم إلى آخرين ، ولم تكن أمة على عهد نبينا - صلى الله عليه وسلم - انتقل إليهم كتاب من قوم كانوا قبلهم غير أمته أن ذلك معناه : وإذ كان ذلك كذلك فبين أن المصطفين من عباده هم مؤمنو أمته ، وأما الظالم لنفسه فإنه لأن يكون من أهل الذنوب والمعاصي التي هي دون النفاق والشرك عندي أشبه بمعنى الآية من أن يكون المنافق أو الكافر ، وذلك أن الله - تعالى ذكره - أتبع هذه الآية قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=33جنات عدن يدخلونها ) فعم بدخول الجنة جميع الأصناف الثلاثة .
فإن قال قائل : فإن قوله ( يدخلونها ) إنما عنى به المقتصد والسابق!
[ ص: 470 ] قيل له : وما برهانك على أن ذلك كذلك من خبر أو عقل؟ فإن قال : قيام الحجة أن الظالم من هذه الأمة سيدخل النار ، ولو لم يدخل النار من هذه الأصناف الثلاثة أحد وجب أن لا يكون لأهل الإيمان وعيد؟ قيل : إنه ليس في الآية خبر أنهم لا يدخلون النار ، وإنما فيها إخبار من الله - تعالى ذكره - أنهم يدخلون جنات عدن ، وجائز أن يدخلها الظالم لنفسه بعد عقوبة الله إياه على ذنوبه التي أصابها في الدنيا ، وظلمه نفسه فيها بالنار أو بما شاء من عقابه ، ثم يدخله الجنة ، فيكون ممن عمه خبر الله - جل ثناؤه - بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=33جنات عدن يدخلونها ) .
وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنحو الذي قلنا في ذلك أخبار وإن كان في أسانيدها نظر مع دليل الكتاب على صحته على النحو الذي بينت .
ذكر الرواية الواردة بذلك :
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار قال : ثنا
أبو أحمد الزبيري قال : ثنا
سفيان ، عن
الأعمش قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=811742ذكر أبو ثابت أنه دخل المسجد ، فجلس إلى جنب nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، فقال : اللهم آنس وحشتي وارحم غربتي ويسر لي جليسا صالحا ، فقال أبو الدرداء : لئن كنت صادقا لأنا أسعد به منك ، سأحدثك حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم أحدث به منذ سمعته ذكر هذه الآية ( nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ) فأما السابق بالخيرات فيدخلها بغير حساب ، وأما المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا ، وأما الظالم لنفسه فيصيبه في ذلك المكان من الغم والحزن فذلك قوله ( nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=34الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ) .
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى قال : ثنا
محمد بن جعفر قال : ثنا
شعبة ، عن
الوليد بن المغيرة ، أنه سمع رجلا من
ثقيف حدث عن رجل من كنانة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، nindex.php?page=hadith&LINKID=810940عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في هذه الآية : ( nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ) قال [ ص: 471 ] : " هؤلاء كلهم بمنزلة واحدة وكلهم في الجنة " . وعنى بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32الذين اصطفينا من عبادنا ) الذين اخترناهم لطاعتنا واجتبيناهم ، وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32فمنهم ظالم لنفسه ) يقول : فمن هؤلاء الذين اصطفينا من عبادنا من يظلم نفسه بركوبه المآثم واجترامه المعاصي واقترافه الفواحش ( ومنهم مقتصد ) وهو غير المبالغ في طاعة ربه ، وغير المجتهد فيما ألزمه من خدمة ربه حتى يكون عمله في ذلك قصدا ( ومنهم سابق بالخيرات ) وهو المبرز الذي قد تقدم المجتهدين في خدمة ربه وأداء ما لزمه من فرائضه ، فسبقهم بصالح الأعمال وهي الخيرات التي قال الله - جل ثناؤه - ( بإذن الله ) يقول : بتوفيق الله إياه لذلك .
وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ذلك هو الفضل الكبير ) يقول - تعالى ذكره - : سبق هذا السابق من سبقه بالخيرات بإذن الله ، هو الفضل الكبير الذي فضل به من كان مقتصرا عن منزلته في طاعة الله من المقتصد والظالم لنفسه .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=treesubj&link=29006_30231nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ( 32 ) )
اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى الْكِتَابِ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّهُ أَوْرَثَهُ الَّذِينَ اصْطَفَاهُمْ مِنْ عِبَادِهِ ، وَمَنِ الْمُصْطَفَوْنَ مِنْ عِبَادِهِ ، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : الْكِتَابُ هُوَ الْكُتُبُ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ مِنْ قَبْلِ الْفُرْقَانِ . وَالْمُصْطَفَوْنَ مِنْ عِبَادِهِ أُمَّةُ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ أَهْلُ الْإِجْرَامِ مِنْهُمْ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
عَلِيٌّ قَالَ : ثَنَا
أَبُو صَالِحٍ قَالَ : ثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ ) إِلَى قَوْلِهِ ( الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) هُمْ أُمَّةُ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَرَّثَهُمُ اللَّهُ كُلَّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ ; فَظَالِمُهُمْ يُغْفَرُ لَهُ ، وَمُقْتَصِدُهُمْ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ، وَسَابِقُهُمْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : ثَنَا
الْحَكَمُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ : ثَنَا
عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ
شَقِيقٍ ، عَنْ
أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28766_30231هَذِهِ الْأُمَّةُ ثَلَاثَةُ أَثْلَاثٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ; ثُلُثٌ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَثُلُثٌ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا ، وَثُلُثٌ يَجِيئُونَ بِذُنُوبٍ عِظَامٍ حَتَّى يَقُولَ : مَا هَؤُلَاءِ؟ وَهُوَ أَعْلَمُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : هَؤُلَاءِ جَاءُوا بِذُنُوبٍ عِظَامٍ إِلَّا أَنَّهُمْ لَمْ يُشْرِكُوا بِكَ ، فَيَقُولُ الرَّبُّ : أَدْخِلُوا هَؤُلَاءِ فِي سَعَةِ رَحْمَتِي ، وَتَلَا عَبْدُ اللَّهِ هَذِهِ الْآيَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) .
[ ص: 466 ] حَدَّثَنَا
حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ : ثَنَا
عَوْنٌ قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16411عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ : ثَنَا
كَعْبُ الْأَحْبَارِ أَنَّ الظَّالِمَ لِنَفْسِهِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَالْمُقْتَصِدَ ، وَالسَّابِقَ بِالْخَيْرَاتِ كُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) إِلَى قَوْلِهِ ( كُلَّ كَفُورٍ ) .
حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16418عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ
عَوْفٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16411عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ : سَمِعْتُ
كَعْبًا يَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ) قَالَ : كُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ ، وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=33جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا ) .
حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17070مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ
عَوْفِ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16411عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ : ثَنَا
كَعْبٌ أَنَّ الظَّالِمَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَالْمُقْتَصِدَ وَالسَّابِقَ بِالْخَيْرَاتِ كُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) إِلَى قَوْلِهِ ( لُغُوبٍ ) وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ قَالَ : قَالَ
كَعْبٌ : فَهَؤُلَاءِ أَهْلُ النَّارِ .
حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ عَوْفٍ قَالَ : سَمِعْتُ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ : قَالَ
كَعْبٌ : إِنَّ الظَّالِمَ لِنَفْسِهِ وَالْمُقْتَصِدَ وَالسَّابِقَ بِالْخَيْرَاتِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ كُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) حَتَّى بَلَغَ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=33جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا ) .
حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا
حُمَيْدٌ ، عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ
ابْنَ عَبَّاسٍ سَأَلَ
كَعْبًا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) إِلَى قَوْلِهِ ( بِإِذْنِ اللَّهِ ) فَقَالَ : تَمَاسَّتْ مَنَاكِبُهُمْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ثُمَّ أُعْطُوْا الْفَضْلَ بِأَعْمَالِهِمْ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : ثَنَا
الْحَكَمُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ : ثَنَا
عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11813أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا ) قَالَ :
[ ص: 467 ] قَالَ
أَبُو إِسْحَاقَ : أَمَّا مَا سَمِعْتُ مُنْذُ سِتِّينَ سَنَةً ، فَكُلُّهُمْ نَاجٍ .
قَالَ : ثَنَا
عَمْرٌو ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12691مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ : إِنَّهَا أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ ، الظَّالِمُ مَغْفُورٌ لَهُ ، وَالْمُقْتَصِدُ فِي الْجَنَّاتِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَالسَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ فِي الدَّرَجَاتِ عِنْدَ اللَّهِ .
وَقَالَ آخَرُونَ : الْكِتَابُ الَّذِي أَوْرَثَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ هُوَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَالْمُصْطَفَوْنَ هُمْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ مِنْهُمْ هُوَ الْمُنَافِقُ ، وَهُوَ فِي النَّارِ ، وَالْمُقْتَصِدُ وَالسَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ فِي الْجَنَّةِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ : ثَنَا
الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15719حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ
يَزِيدَ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ) قَالَ : اثْنَانِ فِي الْجَنَّةِ وَوَاحِدٌ فِي النَّارِ .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : ثَنِي أَبِي قَالَ : ثَنِي عَمِّي قَالَ : ثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ : جُعِلَ
nindex.php?page=treesubj&link=30483أَهْلُ الْإِيمَانِ عَلَى ثَلَاثَةِ مَنَازِلَ ، كَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) فَهُمْ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11953يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ قَالَ : ثَنَا
الْحُسَيْنُ ، عَنْ
يَزِيدَ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ) الْآيَةَ قَالَ : الِاثْنَانِ فِي الْجَنَّةِ وَوَاحِدٌ فِي النَّارِ ، وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الَّتِي فِي الْوَاقِعَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) .
حَدَّثَنَا
سَهْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ : ثَنَا
عَبْدُ الْمَجِيدِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ) قَالَ : هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ( وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ) قَالَ : هُمْ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ) قَالَ : هُمُ السَّابِقُونَ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ .
[ ص: 468 ] حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالَ : ثَنَا
مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ : قَالَ
عَوْفٌ : قَالَ
الْحَسَنُ : أَمَّا الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ فَإِنَّهُ هُوَ الْمُنَافِقُ ، سَقَطَ هَذَا وَأَمَّا الْمُقْتَصِدُ وَالسَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ فَهُمَا صَاحِبَا الْجَنَّةِ .
حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ
عَوْفٍ قَالَ : قَالَ
الْحَسَنُ : الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ الْمُنَافِقُ .
حَدَّثَنَا
بِشْرٌ قَالَ : ثَنَا
يَزِيدُ قَالَ : ثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ) هَذَا الْمُنَافِقُ فِي قَوْلِ
قَتَادَةَ ، وَالْحَسَنِ ( وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ) قَالَ : هَذَا صَاحِبُ الْيَمِينِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ) قَالَ : هَذَا الْمُقَرَّبُ ، قَالَ
قَتَادَةُ : كَانَ النَّاسُ ثَلَاثَ مَنَازِلَ فِي الدُّنْيَا ، وَثَلَاثَ مَنَازِلَ عِنْدَ الْمَوْتِ ، وَثَلَاثَ مَنَازِلَ فِي الْآخِرَةِ ; أَمَّا الدُّنْيَا فَكَانُوا : مُؤْمِنٌ وَمُنَافِقٌ وَمُشْرِكٌ ، وَأَمَّا عِنْدَ الْمَوْتِ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=88فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ) وَأَمَّا فِي الْآخِرَةِ فَكَانُوا أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) .
حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ، وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ جَمِيعًا ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ) قَالَ : هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ( وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ) قَالَ : أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ) قَالَ : فَهُمُ السَّابِقُونَ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ .
حَدَّثَنَا
ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ : ثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ قَالَ : ثَنَا
عِيسَى ، وَحَدَّثَنِي
الْحَارِثُ قَالَ : ثَنَا
الْحَسَنُ قَالَ : ثَنَا
وَرْقَاءُ جَمِيعًا ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
[ ص: 469 ] مُجَاهِدٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ) قَالَ : سَقَطَ هَذَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ) قَالَ : سَبَقَ هَذَا بِالْخَيْرَاتِ وَهَذَا مُقْتَصِدٌ عَلَى أَثَرِهِ .
وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ تَأْوِيلُ مَنْ قَالَ : عَنَى بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) الْكُتُبَ الَّتِي أُنْزِلَتْ مِنْ قَبْلِ الْفُرْقَانِ .
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : وَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مَعْنَاهُ وَأُمَّةُ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَتْلُونَ غَيْرَ كِتَابِهِمْ ، وَلَا يَعْمَلُونَ إِلَّا بِمَا فِيهِ مِنَ الْأَحْكَامِ وَالشَّرَائِعِ؟ قِيلَ : إِنَّ مَعْنَى ذَلِكَ عَلَى غَيْرِ الَّذِي ذَهَبْتَ إِلَيْهِ وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْإِيمَانَ بِالْكِتَابِ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا ; فَمِنْهُمْ مُؤْمِنُونَ بِكُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ قَبْلَ كِتَابِهِمْ وَعَامِلُونَ بِهِ ; لِأَنَّ كُلَّ كِتَابٍ أُنْزِلَ مِنَ السَّمَاءِ قَبْلَ الْفُرْقَانِ ، فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْعَمَلِ بِالْفُرْقَانِ عِنْدَ نُزُولِهِ ، وَبِاتِّبَاعِ مَنْ جَاءَ بِهِ ، وَذَلِكَ عَمَلُ مَنْ أَقَرَّ
بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَبِمَا جَاءَ بِهِ وَعَمِلَ بِمَا دَعَاهُ إِلَيْهِ بِمَا فَى الْقُرْآنِ ، وَبِمَا فِي غَيْرِهِ مِنَ الْكُتُبِ الَّتِي أُنْزِلَتْ قَبْلَهُ .
وَإِنَّمَا قِيلَ : عَنَى بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ ) الْكُتُبَ الَّتِي ذَكَرْنَا ; لِأَنَّ اللَّهَ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - قَالَ لِنَبِيِّهِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=31وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ) ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا ) فَكَانَ مَعْلُومًا إِذْ كَانَ مَعْنَى الْمِيرَاثِ إِنَّمَا هُوَ انْتِقَالُ مَعْنًى مِنْ قَوْمٍ إِلَى آخَرِينَ ، وَلَمْ تَكُنْ أُمَّةٌ عَلَى عَهْدِ نَبِيِّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - انْتَقَلَ إِلَيْهِمْ كِتَابٌ مِنْ قَوْمٍ كَانُوا قَبْلَهُمْ غَيْرَ أُمَّتِهِ أَنَّ ذَلِكَ مَعْنَاهُ : وَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَبَيِّنٌ أَنَّ الْمُصْطَفَيْنَ مِنْ عِبَادِهِ هُمْ مُؤْمِنُو أُمَّتِهِ ، وَأَمَّا الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ فَإِنَّهُ لَأَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي الَّتِي هِيَ دُونَ النِّفَاقِ وَالشِّرْكِ عِنْدِي أَشْبَهُ بِمَعْنَى الْآيَةِ مِنْ أَنْ يَكُونَ الْمُنَافِقَ أَوِ الْكَافِرَ ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - أَتْبَعَ هَذِهِ الْآيَةَ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=33جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا ) فَعَمَّ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ جَمِيعَ الْأَصْنَافِ الثَّلَاثَةِ .
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : فَإِنَّ قَوْلَهُ ( يَدْخُلُونَهَا ) إِنَّمَا عَنَى بِهِ الْمُقْتَصِدَ وَالسَّابِقَ!
[ ص: 470 ] قِيلَ لَهُ : وَمَا بُرْهَانُكَ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ مِنْ خَبَرٍ أَوْ عَقْلٍ؟ فَإِنْ قَالَ : قِيَامُ الْحُجَّةِ أَنَّ الظَّالِمَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَيَدْخُلُ النَّارَ ، وَلَوْ لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ مِنْ هَذِهِ الْأَصْنَافِ الثَّلَاثَةِ أَحَدٌ وَجَبَ أَنْ لَا يَكُونَ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ وَعِيدٌ؟ قِيلَ : إِنَّهُ لَيْسَ فِي الْآيَةِ خَبَرٌ أَنَّهُمْ لَا يَدْخُلُونَ النَّارَ ، وَإِنَّمَا فِيهَا إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - أَنَّهُمْ يَدْخُلُونَ جَنَّاتِ عَدْنٍ ، وَجَائِزٌ أَنْ يَدْخُلَهَا الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ بَعْدَ عُقُوبَةِ اللَّهِ إِيَّاهُ عَلَى ذُنُوبِهِ الَّتِي أَصَابَهَا فِي الدُّنْيَا ، وَظُلْمِهِ نَفْسَهُ فِيهَا بِالنَّارِ أَوْ بِمَا شَاءَ مِنْ عِقَابِهِ ، ثُمَّ يُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ ، فَيَكُونُ مِمَّنْ عَمَّهُ خَبَرُ اللَّهِ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=33جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا ) .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ أَخْبَارٌ وَإِنْ كَانَ فِي أَسَانِيدِهَا نَظَرٌ مَعَ دَلِيلِ الْكِتَابِ عَلَى صِحَّتِهِ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي بَيَّنْتُ .
ذِكْرُ الرِّوَايَةِ الْوَارِدَةِ بِذَلِكَ :
حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15573مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ : ثَنَا
أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ : ثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=811742ذَكَرَ أَبُو ثَابِتٍ أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتِي وَارْحَمْ غُرْبَتِي وَيَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : لَئِنْ كُنْتَ صَادِقًا لَأَنَا أَسْعَدُ بِهِ مِنْكَ ، سَأُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ مُنْذُ سَمِعْتُهُ ذَكَرَ هَذِهِ الْآيَةَ ( nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ) فَأَمَّا السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ فَيَدْخُلُهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَأَمَّا الْمُقْتَصِدُ فَيُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ، وَأَمَّا الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ فَيُصِيبُهُ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ مِنَ الْغَمِّ وَالْحَزَنِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ ( nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=34الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ) .
حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ : ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : ثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنِ
الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا مِنْ
ثَقِيفٍ حَدَّثَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ كِنَانَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، nindex.php?page=hadith&LINKID=810940عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ) قَالَ [ ص: 471 ] : " هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ وَكُلُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ " . وَعَنَى بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) الَّذِينَ اخْتَرْنَاهُمْ لِطَاعَتِنَا وَاجْتَبَيْنَاهُمْ ، وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ) يَقُولُ : فَمِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا مَنْ يَظْلِمُ نَفْسَهُ بِرُكُوبِهِ الْمَآثِمَ وَاجْتِرَامِهِ الْمَعَاصِيَ وَاقْتِرَافِهِ الْفَوَاحِشَ ( وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ) وَهُوَ غَيْرُ الْمُبَالِغِ فِي طَاعَةِ رَبِّهِ ، وَغَيْرِ الْمُجْتَهِدِ فِيمَا أَلْزَمُهُ مِنْ خِدْمَةِ رَبِّهِ حَتَّى يَكُونَ عَمَلُهُ فِي ذَلِكَ قَصْدًا ( وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ) وَهُوَ الْمُبَرَّزُ الَّذِي قَدْ تَقَدَّمَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي خِدْمَةِ رَبِّهِ وَأَدَاءِ مَا لَزِمَهُ مِنْ فَرَائِضِهِ ، فَسَبَقَهُمْ بِصَالِحِ الْأَعْمَالِ وَهِيَ الْخَيْرَاتُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - ( بِإِذْنِ اللِّهِ ) يَقُولُ : بِتَوْفِيقِ اللَّهِ إِيَّاهُ لِذَلِكَ .
وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=32ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) يَقُولُ - تَعَالَى ذِكْرُهُ - : سَبَقَ هَذَا السَّابِقُ مَنْ سَبَقَهُ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ، هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ الَّذِي فُضِّلَ بِهِ مَنْ كَانَ مُقْتَصِرًا عَنْ مَنْزِلَتِهِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ مِنَ الْمُقْتَصِدِ وَالظَّالِمِ لِنَفْسِهِ .