بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
6840 حدثنا حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي عن سفيان وغيره عن مسعر عن قيس بن مسلم قال قال رجل من طارق بن شهاب اليهود لعمر يا أمير المؤمنين لو أن علينا نزلت هذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا فقال عمر عرفة في يوم جمعة سمع إني لأعلم أي يوم نزلت هذه الآية نزلت يوم سفيان من مسعر ومسعر قيسا وقيس طارقا
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم بعثت بجوامع الكلم
- باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم
- باب ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه
- باب الاقتداء بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم
- باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع
- باب إثم من آوى محدثا
- باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس
- باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول لا أدري
- باب تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الرجال والنساء مما علمه الله ليس برأي ولا تمثيل
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون وهم أهل العلم
- باب في قول الله تعالى أو يلبسكم شيعا
- باب من شبه أصلا معلوما بأصل مبين قد بين الله حكمهما ليفهم السائل
- باب ما جاء في اجتهاد القضاة بما أنزل الله تعالى
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم
- باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة
- باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم وما أجمع عليه الحرمان مكة والمدينة
- باب قول الله تعالى ليس لك من الأمر شيء
- باب قوله تعالى وكان الإنسان أكثر شيء جدلا وقوله تعالى ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن
- باب قوله تعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا وما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم الجماعة وهم أهل العلم
- باب إذا اجتهد العامل أو الحاكم فأخطأ خلاف الرسول من غير علم فحكمه مردود
- باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ
- باب الحجة على من قال إن أحكام النبي صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة وما كان يغيب بعضهم من مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم وأمور الإسلام
- باب من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه وسلم حجة لا من غير الرسول
- باب الأحكام التي تعرف بالدلائل وكيف معنى الدلالة وتفسيرها
- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء
- باب كراهية الخلاف
- باب نهي النبي صلى الله عليه وسلم على التحريم إلا ما تعرف إباحته وكذلك أمره نحو قوله حين أحلوا أصيبوا من النساء
- باب قول الله تعالى وأمرهم شورى بينهم
التالي
السابق
[ ص: 259 ] قوله : بسم الله الرحمن الرحيم - كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ) ، " الاعتصام " افتعال من العصمة والمراد امتثال قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا الآية ، قال الكرماني هذه الترجمة منتزعة من قوله تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعا لأن المراد بالحبل : الكتاب والسنة على سبيل الاستعارة ، والجامع كونهما سببا للمقصود وهو الثواب والنجاة من العذاب ، كما أن الحبل سبب لحصول المقصود به من السقي وغيره . " القرآن المتعبد بتلاوته و " بالسنة " ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وتقريره وما هم بفعله . والمراد " بالكتاب الطريقة وفي اصطلاح الأصوليين والمحدثين ما تقدم ، وفي اصطلاح بعض الفقهاء ما يرادف المستحب ، قال والسنة في أصل اللغة ابن بطال : لا عصمة لأحد إلا في كتاب الله أو في سنة رسوله أو في إجماع [ ص: 260 ] العلماء على معنى في أحدهما ، ثم تكلم على السنة باعتبار ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي بيانه بعد باب ، ثم ذكر فيه خمسة أحاديث .
الحديث الأول : قوله : سفيان عن مسعر وغيره ) أما " سفيان " فهو ابن عيينة و " مسعر " هو ابن كدام بكسر الكاف وتخفيف الدال ، و " الغير " الذي أبهم معه لم أر من صرح به إلا أنه يحتمل أن يكون ، فإن سفيان الثوري أحمد أخرجه من روايته عن " بفتح الجيم والمهملة كوفي يكنى قيس بن مسلم " وهو الجدلي أبا عمرو ، كان عابدا ثقة ثبتا وقد نسب إلى الإرجاء ، وفي الرواة آخر لكنه شامي غير مشهور ، روى عن قيس بن مسلم عبادة بن الصامت وحديثه عنه في " كتاب خلق الأفعال " و " للبخاري معدود في الصحابة لأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو كبير لكن لم يثبت له منه سماع . طارق بن شهاب " هو الأحمسي
قوله ( قال رجل من اليهود ) تقدم الكلام عليه في " كتاب الإيمان " وفي تفسير سورة المائدة مع شرح سائر الحديث ، وحاصل جواب عمر " أنا اتخذنا ذلك اليوم عيدا " على وفق ما ذكرت .
قوله : سمع سفيان مسعرا ومسعر قيسا وقيس طارقا ) هو كلام يشير إلى أن العنعنة المذكورة في هذا السند محمولة عنده على السماع لاطلاعه على سماع كل منهم من شيخه ، وقوله سبحانه البخاري اليوم أكملت لكم دينكم ظاهره يدل على أن أمور الدين كملت عند هذه المقالة وهي قبل موته صلى الله عليه وسلم بنحو ثمانين يوما فعلى هذا لم ينزل بعد ذلك من الأحكام شيء وفيه نظر ، وقد ذهب جماعة إلى أن المراد بالإكمال ما يتعلق بأصول الأركان لا ما يتفرع عنها ، ومن ثم لم يكن فيها متمسك لمنكري القياس ، ويمكن دفع حجتهم على تقدير تسليم الأول بأن متلقى من أمر الكتاب ، ولو لم يكن إلا عموم قوله تعالى استعمال القياس في الحوادث وما آتاكم الرسول فخذوه وقد ورد أمره بالقياس وتقريره عليه فاندرج في عموم ما وصف بالكمال ، ونقل ابن التين عن الداودي أنه قال في قوله تعالى وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم قال أنزل سبحانه وتعالى كثيرا من الأمور مجملا ، ففسر نبيه ما احتيج إليه في وقته وما لم يقع في وقته وكل تفسيره إلى العلماء بقوله تعالى ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم .
الحديث الأول : قوله : سفيان عن مسعر وغيره ) أما " سفيان " فهو ابن عيينة و " مسعر " هو ابن كدام بكسر الكاف وتخفيف الدال ، و " الغير " الذي أبهم معه لم أر من صرح به إلا أنه يحتمل أن يكون ، فإن سفيان الثوري أحمد أخرجه من روايته عن " بفتح الجيم والمهملة كوفي يكنى قيس بن مسلم " وهو الجدلي أبا عمرو ، كان عابدا ثقة ثبتا وقد نسب إلى الإرجاء ، وفي الرواة آخر لكنه شامي غير مشهور ، روى عن قيس بن مسلم عبادة بن الصامت وحديثه عنه في " كتاب خلق الأفعال " و " للبخاري معدود في الصحابة لأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو كبير لكن لم يثبت له منه سماع . طارق بن شهاب " هو الأحمسي
قوله ( قال رجل من اليهود ) تقدم الكلام عليه في " كتاب الإيمان " وفي تفسير سورة المائدة مع شرح سائر الحديث ، وحاصل جواب عمر " أنا اتخذنا ذلك اليوم عيدا " على وفق ما ذكرت .
قوله : سمع سفيان مسعرا ومسعر قيسا وقيس طارقا ) هو كلام يشير إلى أن العنعنة المذكورة في هذا السند محمولة عنده على السماع لاطلاعه على سماع كل منهم من شيخه ، وقوله سبحانه البخاري اليوم أكملت لكم دينكم ظاهره يدل على أن أمور الدين كملت عند هذه المقالة وهي قبل موته صلى الله عليه وسلم بنحو ثمانين يوما فعلى هذا لم ينزل بعد ذلك من الأحكام شيء وفيه نظر ، وقد ذهب جماعة إلى أن المراد بالإكمال ما يتعلق بأصول الأركان لا ما يتفرع عنها ، ومن ثم لم يكن فيها متمسك لمنكري القياس ، ويمكن دفع حجتهم على تقدير تسليم الأول بأن متلقى من أمر الكتاب ، ولو لم يكن إلا عموم قوله تعالى استعمال القياس في الحوادث وما آتاكم الرسول فخذوه وقد ورد أمره بالقياس وتقريره عليه فاندرج في عموم ما وصف بالكمال ، ونقل ابن التين عن الداودي أنه قال في قوله تعالى وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم قال أنزل سبحانه وتعالى كثيرا من الأمور مجملا ، ففسر نبيه ما احتيج إليه في وقته وما لم يقع في وقته وكل تفسيره إلى العلماء بقوله تعالى ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم .