الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3788 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة وكان من أكبر بني عدي وكان أبوه شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم أن عمر استعمل قدامة بن مظعون على البحرين وكان شهد بدرا وهو خال عبد الله بن عمر وحفصة رضي الله عنهم

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وكان من أكبر بني عدي ) أي ابن كعب بن لؤي ، ولم يكن منهم وإنما كان حليفا لهم ، ووصفه بكونه أكبر منهم بالنسبة لمن لقيهالزهري منهم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وكان أبوه شهد بدرا ) هو عامر بن ربيعة المزني ، تقدم ذكره في أوائل الهجرة وأنه كان ممن سبق بالهجرة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أن عمر استعمل قدامة بن مظعون ) أي ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي ، وهو أخو عثمان بن مظعون أحد السابقين ، ولم يذكر البخاري القصة لكونها موقوفة ليست على شرطه ؛ لأن غرضه ذكر من شهد بدرا فقط ، وقد أوردها عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن الزهري فزاد " فقدم الجارود العقدي على عمر فقال : إن قدامة سكر ، فقال : من يشهد معك ؟ فقال : أبو هريرة ، فشهد أبو هريرة أنه رآه سكران يقيء ، فأرسل إلى قدامة ، فقال له الجارودي : أقم عليه الحد . فقال له عمر : أخصم أنت أم شاهد ؟ فصمت ، ثم عاوده فقال : لتمسكن أو لأسوءنك . فقال : ليس في الحق أن يشرب ابن عمك وتسوءني . فأرسل عمر إلى زوجته هند بنت الوليد فشهدت على زوجها ، فقال عمر لقدامة : إني أريد أن أحدك . فقال : ليس لك ذلك لقول الله عز وجل : ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا الآية . فقال : أخطأت التأويل ، فإن بقية الآية إذا ما اتقوا فإنك إذا اتقيت اجتنبت ما حرم الله عليك ، ثم أمر به فجلد ، فغاضبه قدامة ، ثم حجا جميعا ، فاستيقظ عمر من نومه فزعا فقال : عجلوا بقدامة ، أتاني آت فقال : صالح قدامة فإنه أخوك ، فاصطلحا " .

                                                                                                                                                                                                        الحديث السادس عشر .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية