الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب غزوة الطائف في شوال سنة ثمان قاله موسى بن عقبة

                                                                                                                                                                                                        4069 حدثنا الحميدي سمع سفيان حدثنا هشام عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أمها أم سلمة رضي الله عنها دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وعندي مخنث فسمعته يقول لعبد الله بن أبي أمية يا عبد الله أرأيت إن فتح الله عليكم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخلن هؤلاء عليكن قال ابن عيينة وقال ابن جريج المخنث هيت حدثنا محمود حدثنا أبو أسامة عن هشام بهذا وزاد وهو محاصر الطائف يومئذ

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 640 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 640 ] قوله : ( باب غزوة الطائف ) هو بلد كبير مشهور ، كثير الأعناب والنخيل ، على ثلاث مراحل أو اثنتين من مكة من جهة المشرق ، قيل : أصلها أن جبريل عليه السلام اقتلع الجنة التي كانت لأصحاب الصريم فسار بها إلى مكة ، فطاف بها حول البيت ، ثم أنزلها حيث الطائف فسمي الموضع بها ، وكانت أولا بنواحي صنعاء ، واسم الأرض وج بتشديد الجيم ، سميت برجل وهو ابن عبد الجن من العمالقة وهو أول من نزل بها . وسار النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها بعد منصرفه من حنين وحبس الغنائم بالجعرانة ، وكان مالك بن عوف النضري قائد هوازن لما انهزم دخل الطائف وكان له حصن بلية ، وهي بكسر اللام وتخفيف التحتانية على أميال من الطائف ، فمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو سائر إلى الطائف فأمر بهدمه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( في شوال سنة ثمان قاله موسى بن عقبة ) . قلت : كذا ذكره في مغازيه ، وهو قول جمهور أهل المغازي . وقيل : بل وصل إليها في أول ذي القعدة .

                                                                                                                                                                                                        ثم ذكر المصنف في الباب أحاديث : الأول حديث أم سلمة وهشام هو ابن عروة ، وفي الإسناد لطيفة : رجل عن أبيه وهما تابعيان ، وامرأة عن أمها وهما صحابيتان .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أرأيت إن فتح الله عليكم الطائف ) الحديث يأتي شرحه في كتاب النكاح ، والغرض منه هنا ذكر حصار الطائف ، ولذلك أورد الطريق الأخرى بعده حيث قال فيها : " وهو محاصر الطائف يومئذ " وعبد الله بن أبي أمية هو أخو أم سلمة راوية الحديث ، وكان إسلامه مع أبي سفيان بن الحارث المقدم ذكره في غزوة الفتح ، واستشهد عبد الله بالطائف أصابه سهم فقتله . وقوله في الأول : " قال ابن عيينة : وقال ابن جريج " هو موصول بالإسناد الأول . وقوله : " المخنث هيت " أي اسمه ، وهو بكسر الهاء وسكون التحتانية بعدها مثناة ، وضبطه بعضهم بفتح أوله ، وأما ابن درستويه فضبطه بنون ثم موحدة ، وزعم أن الأول تصحيف . قال : والهنب الأحمق . وسيأتي ما قيل في اسمه من الاختلاف هل هو واحد أو جماعة في كتاب النكاح ، وكذا ما قيل في اسم المرأة ، والأشهر أنها بادية إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                        الحديث الثاني .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية