الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4098 حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل حدثنا قيس قال قال لي جرير رضي الله عنه قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ألا تريحني من ذي الخلصة وكان بيتا في خثعم يسمى الكعبة اليمانية فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل وكنت لا أثبت على الخيل فضرب في صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري وقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا فانطلق إليها فكسرها وحرقها ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول جرير والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها كأنها جمل أجرب قال فبارك في خيل أحمس ورجالها خمس مرات

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وكنت لا أثبت على الخيل فضرب على صدري حتى رأيت أثر أصابعه في صدري ) في حديث البراء عند الحاكم فشكا جرير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القلع فقال : ادن مني ، فدنا منه فوضع يده على رأسه ثم أرسلها على وجهه وصدره حتى بلغ عانته ثم وضع يده على رأسه وأرسلها على ظهره حتى انتهت إلى أليته وهو يقول مثل قوله الأول فكان ذلك للتبرك بيده المباركة .

                                                                                                                                                                                                        ( فائدة ) : القلع بالقاف ثم اللام المفتوحتين ضبطه أبو عبيد الهروي : الذي لا يثبت على السرج ، وقيل بكسر أوله ، قال الجوهري : رجل قلع القدم بالكسر إذا كانت قدمه لا تثبت عند الحرب وفلان قلعة إذا كان يتقلع عن سرجه . وسئل عن الحكمة في قوله : " خمس مرات " فقيل : مبالغة واقتصارا على الوتر لأنه مطلوب ، ثم ظهر لي احتمال أن يكون دعا للخيل والرجال أو لهما معا . ثم أراد التأكيد في تكرير الدعاء ثلاثا ، فدعا للرجال مرتين أخريين ، وللخيل مرتين أخريين ليكمل لكل من الصنفين ثلاثا ، فكان مجموع ذلك خمس مرات .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا ) قيل : فيه تقديم وتأخير ؛ لأنه لا يكون هاديا حتى يكون مهديا ، وقيل ؛ معناه : كاملا مكملا ، ووقع في حديث البراء أنه قال ذلك في حال إمرار يده عليه في المرتين ، وزاد " وبارك فيه وفي ذريته " .

                                                                                                                                                                                                        ( تنبيه ) : كلام المزي في " الأطراف " يقتضي أن قوله : " واجعله هاديا مهديا " من أفراد مسلم ، وليس كذلك ؛ لأنه ثبت هنا من طريقين .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فكسرها وحرقها ) أي هدم بناءها ورمى النار فيما فيها من الخشب .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية