الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4142 حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال حدثني زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة غزوة وأنه حج بعد ما هاجر حجة واحدة لم يحج بعدها حجة الوداع قال أبو إسحاق وبمكة أخرى

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث التاسع حديث زيد بن أرقم ، تقدم شرحه في أول الهجرة ، وقوله : " وأنه حج بعدما هاجر حجة واحدة لم يحج بعدها حجة الوداع " يعني ولا حج قبلها إلا أن يريد نفي الحج الأصغر وهو العمرة فلا ، فإنه اعتمر قبلها قطعا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال أبو إسحاق : وبمكة أخرى ) هو موصول بالإسناد المذكور ، وغرض أبي إسحاق أن لقوله : " بعدما هاجر " مفهوما ، وأنه قبل أن يهاجر كان قد حج لكن اقتصاره على قوله أخرى قد يوهم أنه لم يحج قبل الهجرة إلا واحدة وليس كذلك بل حج قبل أن يهاجر مرارا ، بل الذي لا أرتاب فيه أنه لم يترك الحج وهو بمكة قط ؛ لأن [ ص: 711 ] قريشا في الجاهلية لم يكونوا يتركون الحج ، وإنما يتأخر منهم عنه من لم يكن بمكة أو عاقه ضعف ، وإذا كانوا وهم على غير دين يحرصون على إقامة الحج ويرونه من مفاخرهم التي امتازوا بها على غيرهم من العرب فكيف يظن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يتركه ؟ وقد ثبت من حديث جبير بن مطعم أنه رآه في الجاهلية واقفا بعرفة ، وأن ذلك من توفيق الله له ، وثبت دعاؤه قبائل العرب إلى الإسلام بمنى ثلاث سنين متوالية كما بينته في الهجرة إلى المدينة .

                                                                                                                                                                                                        الحديث العاشر حديث جرير .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية