الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1811 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي حدثنا عبد الله بن عمرو وهو أبو معمر المنقري حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز وهو ابن صهيب عن أنس بن مالك قال لما كان يوم أحد انهزم ناس من الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوب عليه بحجفة قال وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع وكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا قال فكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول انثرها لأبي طلحة قال ويشرف نبي الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف لا يصبك سهم من سهام القوم نحري دون نحرك قال ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواههم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان تفرغانه في أفواه القوم ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة إما مرتين وإما ثلاثا من النعاس

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( أبو معمر المنقري ) هو بكسر الميم وإسكان النون وفتح القاف منسوب إلى منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم بن مرة بن أسد بن طلحة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .

                                                                                                                قوله : ( مجوب عليه بحجفة ) أي : مترس عنه ليقيه سلاح الكفار .

                                                                                                                قوله : ( كان أبو طلحة راميا شديد النزع ) أي شديد الرمي .

                                                                                                                قوله : ( الجعبة ) بفتح الجيم .

                                                                                                                قوله : ( أرى خدم سوقها ) هو بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة ، الواحدة خدمة ، وهي الخلخال ، وأما السوق : فجمع ساق ، وهذه الرواية للخدم لم يكن فيها نهي ; لأن هذا كان يوم أحد قبل أمر النساء بالحجاب ، وتحريم النظر إليهن ، ولأنه لم يذكر هنا أنه تعمد النظر إلى نفس الساق ، فهو محمول على أنه حصلت تلك النظرة فجأة بغير قصد ولم يستدمها .

                                                                                                                قوله : ( نحري دون نحرك ) هذا من مناقب أبي طلحة الفاخرة .

                                                                                                                قوله : ( على متونهما ) أي : على ظهورهما .

                                                                                                                وفي هذا الحديث اختلاط النساء في الغزو برجالهن في حال القتال لسقي الماء ونحوه .




                                                                                                                الخدمات العلمية