الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1903 وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال قال أنس عمي الذي سميت به لم يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا قال فشق عليه قال أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبت عنه وإن أراني الله مشهدا فيما بعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليراني الله ما أصنع قال فهاب أن يقول غيرها قال فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد قال فاستقبل سعد بن معاذ فقال له أنس يا أبا عمرو أين فقال واها لريح الجنة أجده دون أحد قال فقاتلهم حتى قتل قال فوجد في جسده بضع وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية قال فقالت أخته عمتيالربيع بنت النضر فما عرفت أخي إلا ببنانه ونزلت هذه الآية رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا قال فكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابه

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( ليراني الله ما أصنع ) هكذا هو في أكثر النسخ ( ليراني ) بالألف ، وهو صحيح ، ويكون ( ما أصنع ) بدلا من الضمير في ( أراني ) أي ليرى الله ما أصنع ، ووقع في بعض النسخ ( ليرين الله ) بياء بعد الراء ثم نون مشددة ، وهكذا وقع في صحيح البخاري ، وعلى هذا ضبطوه بوجهين : أحدهما ( ليرين ) بفتح الياء والراء ، أي : يراه الله واقعا بارزا . والثاني ( ليرين ) بضم الياء وكسر الراء ، ومعناه : ليرين الله الناس ما صنعه ويبرزه الله تعالى لهم .

                                                                                                                قوله : ( فهاب أن يقول غيرها ) معناه : أنه اقتصر على هذه اللفظة المبهمة ، أي : قوله : ( ليرين الله ما أصنع ) مخافة أن يعاهد الله على غيرها فيعجز عنه ، أو تضعف بنيته عنه ، أو نحو ذلك ، وليكون إبراء له من الحول والقوة .

                                                                                                                قوله : ( واها لريح الجنة أجده دون أحد ) قال العلماء : ( واها ) كلمة تحنن وتلهف .

                                                                                                                [ ص: 44 ] قوله : ( أجده دون أحد ) محمول على ظاهره ، وأن الله تعالى أوجده ريحها من موضع المعركة ، وقد ثبتت الأحاديث أن ريحها توجد من مسيرة خمسمائة عام .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) فيه : بيان أن الأعمال إنما تحسب بالنيات الصالحة ، وأن الفضل الذي ورد في المجاهدين في سبيل الله يختص بمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا .




                                                                                                                الخدمات العلمية