الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2052 وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حجاج بن أبي زينب حدثني أبو سفيان طلحة بن نافع قال سمعت جابر بن عبد الله قال كنت جالسا في داري فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إلي فقمت إليه فأخذ بيدي فانطلقنا حتى أتى بعض حجر نسائه فدخل ثم أذن لي فدخلت الحجاب عليها فقال هل من غداء فقالوا نعم فأتي بثلاثة أقرصة فوضعن على نبي فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرصا فوضعه بين يديه وأخذ قرصا آخر فوضعه بين يدي ثم أخذ الثالث فكسره باثنين فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يدي ثم قال هل من أدم قالوا لا إلا شيء من خل قال هاتوه فنعم الأدم هو

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( فأخذ بيدي ) فيه جواز أخذ الإنسان بيد صاحبه في تماشيهما .

                                                                                                                قوله : ( فدخلت الحجاب عليها ) معناه دخلت الحجاب إلى الموضع الذي فيه المرأة ، وليس فيه أنه رأى بشرتها .

                                                                                                                قوله : ( فأتى بثلاثة أقرصة فوضعن على نبي ) هكذا هو في أكثر الأصول : ( نبي ) بنون مفتوحة ثم باء موحدة مكسورة ثم ياء مثناة تحت مشددة ، وفسروه بمائدة من خوص ، ونقل القاضي عياض عن كثير من الرواة أو الأكثرين أنه ( بتي ) بباء موحدة مفتوحة ، ثم مثناة فوق مكسورة مشددة ، ثم ياء مثناة من تحت مشددة . و ( البت ) كساء من وبر أو صوف . فلعله منديل وضع عليه هذا الطعام . قال : ورواه بعضهم بضم الباء وبعدها نون مكسورة مشددة قال القاضي الكناني : هذا هو الصواب ، وهو طبق من خوص .

                                                                                                                قوله في الإسناد : ( يحيى بن صالح الوحاظي ) هو بضم الواو وتخفيف الحاء المهملة ، وبالظاء المعجمة منسوب إلى وحاظة ، قبيلة من حمير ، هكذا ضبطه الجمهور ، وكذا نقله القاضي عياض عن شيوخهم . قال : وقال أبو الوليد الباجي : هو بفتح الواو .

                                                                                                                قوله : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بثلاثة أقرصة ، فجعل قدامه قرصا وقدامي قرصا ، وكسر الثالث فوضع نصفه بين يديه ونصفه بين يدي ) فيه استحباب مواساة الحاضرين على الطعام ، وأنه يستحب جعل الخبز ونحوه بين أيديهم بالسوية ، وأنه لا بأس بوضع الأرغفة والأقراص صحاحا غير مكسورة .




                                                                                                                الخدمات العلمية