الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      602 حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير ووكيع عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا بالمدينة فصرعه على جذم نخلة فانفكت قدمه فأتيناه نعوده فوجدناه في مشربة لعائشة يسبح جالسا قال فقمنا خلفه فسكت عنا ثم أتيناه مرة أخرى نعوده فصلى المكتوبة جالسا فقمنا خلفه فأشار إلينا فقعدنا قال فلما قضى الصلاة قال إذا صلى الإمام جالسا فصلوا جلوسا وإذا صلى الإمام قائما فصلوا قياما ولا تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائها

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( فصرعه ) أي أسقطه ( على جذم نخلة ) بجيم مكسورة وذال معجمة ساكنة وهو أصل الشيء ، والمراد هنا أصل النخلة . وحكى الجوهري فتح الجيم وهي ضعيفة فإن [ ص: 235 ] الجذم بالفتح القطع قاله الشوكاني ( فانفكت قدمه ) الفك نوع من الوهن والخلع ، وانفك العظم انتقل من مفصله ، يقال فككت الشيء أبنت بعضه من بعض . قال الحافظ زين الدين العراقي في شرح الترمذي : هذه لا تنافي الرواية التي قبلها إذ لا مانع من حصول خدش الجلد وفك القدم معا قال ويحتمل أنهما واقعتان ( فوجدناه في مشربة ) بفتح الميم وبالشين المعجمة وبضم الراء وفتحها وهي الغرفة . وقيل كالخزانة فيها الطعام والشراب ، ولهذا سميت مشربة فإن المشربة بفتح الراء فقط هي الموضع الذي يشرب منه الناس ( ولا تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائها ) أي بأمرائها . وفي رواية مسلم من طريق الليث عن أبي الزبير عن جابر : فلما سلم قال إن كنتم آنفا تفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا قال المنذري : وأخرجه ابن ماجه مختصرا .




                                                                      الخدمات العلمية