الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
529 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن محمد بن حنبل حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16633علي بن عياش حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب بن أبي حمزة عن nindex.php?page=showalam&ids=16920محمد بن المنكدر عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال nindex.php?page=hadith&LINKID=672368قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=31044_22714_22724_30377من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة
( nindex.php?page=showalam&ids=16633علي بن عياش ) بالياء الأخيرة والشين المعجمة ، وهو الحمصي من كبار شيوخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ولم يلقه من الأئمة الستة غيره . قاله الحافظ ( من قال حين يسمع النداء ) أي الأذان واللام للعهد ، ويحتمل أن يكون التقدير من قال حين يسمع نداء المؤذن ، وظاهره أنه يقول : الذكر المذكور حال سماع الأذان ولا يتقيد بفراغه ، لكن يحتمل أن يكون المراد من النداء تمامه إذ المطلق يحمل على الكامل ، ويؤيده حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم بلفظ قولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي ، ثم سلوا الله لي الوسيلة 32 ففي هذا أن ذلك nindex.php?page=treesubj&link=22714_31044يقال عند فراغ الأذان . قاله في الفتح ( اللهم ) يعني يا الله والميم عوض عن الياء فلذلك لا يجتمعان . قاله العيني ( رب ) منصوب على النداء ويجوز [ ص: 174 ] رفعه على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أي أنت رب هذه الدعوة ، والرب المربي المصلح للشأن ، ولم يطلقوا الرب إلا في الله وحده وفي غيره على التقييد بالإضافة كقولهم رب الدار ونحوه ، قاله العيني ( هذه الدعوة ) بفتح الدال . وفي المحكم الدعوة والدعوة بالفتح والكسر . قلت : قالوا الدعوة بالفتح في الطعام والدعوة بالكسر في النسب والدعوة بالضم في الحرب ، والمراد بالدعوة هاهنا ألفاظ الأذان التي يدعى بها الشخص إلى عبادة الله تعالى . قاله العيني وفي الفتح زاد nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق محمد بن عون عن nindex.php?page=showalam&ids=16633علي بن عياش اللهم إني أسألك بحق هذه الدعوة التامة والمراد بها دعوة التوحيد كقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14له دعوة الحق ( التامة ) صفة للدعوة وصفت بالتمام لأن الشركة نقص ، أو التامة التي لا يدخلها تغيير ولا تبديل ، بل هي باقية إلى يوم النشور ، أو لأنها هي التي تستحق صفة التمام وما سواها فمعرض للفساد . وقال ابن التين : وصفت بالتامة ، لأن فيها أتم القول وهو : لا إله إلا الله . وقال الطيبي : من أوله إلى قوله محمدا رسول الله هي الدعوة التامة ( والصلاة القائمة ) أي الدائمة التي لا يغيرها ملة ، ولا ينسخها شريعة وأنها قائمة ما دامت السموات والأرض ( آت ) أي اعط وهو أمر من الإيتاء وهو الإعطاء ( الوسيلة ) هي المنزلة العلية وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " فإنها منزلة في الجنة " كما مر في الحديث السابق ، ووقع هذا التفسير في رواية مسلم أيضا ( والفضيلة ) أي المرتبة الزائدة على سائر الخلائق ، ويحتمل أن تكون منزلة أخرى أو تفسيرا للوسيلة ( وابعثه مقاما محمودا ) أي يحمد القائم فيه ، وهو مطلق في كل ما يجلب الحمد من أنواع الكرامات ، ونصب على الظرفية أي ابعثه يوم القيامة فأقمه مقاما محمودا أو ضمن ابعثه معنى أقمه أو على أنه مفعول به ، ومعنى ابعثه أعطه ويجوز أن يكون حالا أي ابعثه ذا مقام محمود . قاله الحافظ : وقال في المرقاة : وإنما نكر المقام للتفخيم أي مقاما يغبطه الأولون والآخرون محمودا يكل عن أوصافه ألسنة الحامدين .
( الذي وعدته ) زاد في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي إنك لا تخلف الميعاد وقال الطيبي المراد بذلك قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=79عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا وأطلق عليه الوعد لأن عسى من الله واقع كما صح عن ابن عيينة وغيره ، والموصول إما بدل أو عطف بيان أو خبر مبتدأ محذوف وليس صفة للنكرة . ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وابن خزيمة وغيرهما : المقام المحمود بالألف واللام فيصح وصفه بالموصول . قال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : والأكثر على أن nindex.php?page=treesubj&link=31044المراد بالمقام المحمود الشفاعة ، وقيل إجلاسه على العرش ، وقيل على الكرسي ، ووقع [ ص: 175 ] في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=750532يبعث الله الناس فيكسوني ربي حلة خضراء فأقول ما شاء الله أن أقول فذلك المقام المحمود ويظهر أن المراد بالقول المذكور هو الثناء الذي يقدمه بين يدي الشفاعة ويظهر أن المقام المحمود هو مجموع ما يحصل له في تلك الحالة . قاله الحافظ ( إلا ) وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بدون إلا وهو الظاهر ، وأما مع إلا فيجعل من في قوله من قال استفهامية للإنكار . قاله في فتح الودود ( حلت له ) أي وجبت وثبتت ( الشفاعة ) فيه بشارة إلى حسن الخاتمة والحض على nindex.php?page=treesubj&link=19754_24420الدعاء في أوقات الصلوات لأنه حال رجاء الإجابة . قال المنذري : والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .