الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3501 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا حيوة بن شريح وهو ابن يزيد الحمصي عن بقية بن الوليد عن مسلم بن زياد قال سمعت أنسا يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يصبح اللهم أصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك بأنك الله لا إله إلا أنت الله وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك إلا غفر الله له ما أصاب في يومه ذلك وإن قالها حين يمسي غفر الله له ما أصاب في تلك الليلة من ذنب قال أبو عيسى هذا حديث غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا حيوة بن شريح ) بن يزيد الحضرمي أبو العباس الحمصي ، ثقة من العاشرة . قال في تهذيب التهذيب في ترجمته : روى عن أبيه وبقية وغيرهما وروى عنه إسحاق بن منصور الكوسج وعبد الله الدارمي وغيرهما ( عن مسلم بن زياد ) الحمصي مقبول من الرابعة . قوله : ( نشهدك ) من الإشهاد أي نجعلك شاهدا على إقرارنا بوحدانيتك في الألوهية والربوبية وهو إقرار [ ص: 332 ] للشهادة وتأكيد لها وتجديد لها في كل صباح ومساء وعرض من أنفسهم أنهم ليسوا عنها غافلين ( وملائكتك ) بالنصب عطف على ما قبله تعميما بعد تخصيص ( وجميع خلقك ) أي مخلوقاتك تعميم آخر ( إلا غفر الله له ما أصاب في يومه ذلك ) أي من ذنب قال القاري : استثناء مفرغ مما هو جواب للشرط المذكور أي الذي قال فيه ذلك الذكر تقديره : ما قال قائل هذا الدعاء إلا غفر الله له . أو يقدر نفي أي من قال ذلك لم يحصل له شيء من الأحوال إلا هذه الحالة العظيمة من المغفرة الجسيمة فعلى هذا " من " في " من " قال بمعنى ما النافية ويمكن أن تكون " إلا " زائدة انتهى . قلت كون إلا ههنا زائدة هو الظاهر وقد صرح صاحب القاموس بأنها قد تكون زائدة ( من ذنب ) أي أي ذنب كان واستثنى الكبائر وكذا ما يتعلق بحقوق العباد والإطلاق للترغيب مع أن الله يغفر ما دون الشرك لمن يشاء . قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة .




                                                                                                          الخدمات العلمية