قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=106nindex.php?page=treesubj&link=28864_28988وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث .
قرأ هذا الحرف عامة القراء " فرقناه " بالتخفيف ، أي بيناه وأوضحناه ، وفصلناه وفرقنا به بين الحق والباطل ، وقرأ بعض الصحابة فرقناه بالتشديد ، أي أنزلناه مفرقا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة . ومن إطلاق فرق بمعنى بين وفصل قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=4فيها يفرق كل أمر حكيم . الآية [ 44 \ 4 ]
وقد
nindex.php?page=treesubj&link=18648بين جل وعلا أنه بين هذا القرآن لنبيه ليقرأه على الناس على مكث ، أي مهل وتؤدة وتثبت ، وذلك يدل على أن القرآن لا ينبغي أن يقرأ إلا كذلك ، وقد أمر تعالى بما يدل على ذلك في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=4ورتل القرآن ترتيلا [ 73 \ 4 ] ، ويدل لذلك أيضا قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=32وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا [ 25 \ 32 ] ، وقوله تعالى : وقرآنا [ 17 \ 106 ] منصوب بفعل محذوف يفسره ما بعده ، على حد قوله في الخلاصة :
[ ص: 189 ] فالسابق انصبه بفعل أضمرا حتما موافق لما قد أظهرا
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=106nindex.php?page=treesubj&link=28864_28988وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ .
قَرَأَ هَذَا الْحَرْفَ عَامَّةُ الْقُرَّاءِ " فَرَقْنَاهُ " بِالتَّخْفِيفِ ، أَيْ بَيَّنَّاهُ وَأَوْضَحْنَاهُ ، وَفَصَّلْنَاهُ وَفَرَّقْنَا بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ ، وَقَرَأَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ فَرَّقْنَاهُ بِالتَّشْدِيدِ ، أَيْ أَنْزَلْنَاهُ مُفَرَّقًا بِحَسَبِ الْوَقَائِعِ فِي ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً . وَمِنْ إِطْلَاقِ فَرَقَ بِمَعْنَى بَيَّنَ وَفَصَّلَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=4فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ . الْآيَةَ [ 44 \ 4 ]
وَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=18648بَيَّنَ جَلَّ وَعَلَا أَنَّهُ بَيَّنَ هَذَا الْقُرْآنَ لِنَبِيِّهِ لِيَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ ، أَيْ مَهَلٍ وَتُؤَدَةٍ وَتَثَبُّتٍ ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُقْرَأَ إِلَّا كَذَلِكَ ، وَقَدْ أَمَرَ تَعَالَى بِمَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=4وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا [ 73 \ 4 ] ، وَيَدُلُّ لِذَلِكَ أَيْضًا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=32وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا [ 25 \ 32 ] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : وَقُرْآنًا [ 17 \ 106 ] مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ يُفَسِّرُهُ مَا بَعْدَهُ ، عَلَى حَدِّ قَوْلِهِ فِي الْخُلَاصَةِ :
[ ص: 189 ] فَالسَّابِقَ انْصِبْهُ بِفِعْلٍ أُضْمِرَا حَتْمًا مُوَافِقٍ لِمَا قَدْ أُظْهِرَا