الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( الثالث ) : اختلف عن السوسي في إمالة فتحة الراء التي تذهب الألف الممالة بعدها لساكن منفصل حالة الوصل نحو قوله تعالى : نرى الله جهرة ، وسيرى الله ، ترى الناس ، يرى الذين ، النصارى المسيح ، القرى التي ، ذكرى الدار ، فروى عنه أبو عمران بن جرير الإمالة وصلا ، وهي رواية علي بن الرقي وأبي عثمان النحوي وأبي بكر القرشي كلهم عن السوسي ، وكذلك روى أبو عبد الرحمن بن اليزيدي وأبو حمدون وأحمد بن واصل كلهم عن اليزيدي ، وهي رواية العباس بن الفضل وأبي معمر عن عبد الوارث كلاهما عن أبي عمرو ، وبه قطع الحافظ أبو عمرو الداني للسوسي في التيسير ، وغيره ، وهو قراءته على أبي الفتح عن أصحاب ابن جرير قال الداني : واختار الإمالة لأنه قد جاء بها نصا وأداء عن أبي شعيب أبو العباس محمود بن محمد الأديب وأحمد بن حفص الخشاب وهما من جلة الناقلين عنه فهما ومعرفة قال : وقد جاء بالإمالة في ذلك نصا عن أبي عمرو العباس بن الفضل وعبد الوارث بن سعيد انتهى .

                                                          وقطع به أيضا للسوسي أبو القاسم الهذلي

                                                          [ ص: 78 ] في كامله من طريق أبي عمران ، وطريق ابن غلبون يعني عبد المنعم ، وهي ترجع أيضا إلى أبي عمران وممن قطع بالإمالة للسوسي أيضا أبو معشر الطبري وأبو عبد الله الحضرمي صاحب المفيد ، وصاحب التجريد ، من قراءته على عبد الباقي بن فارس مطلقا ، ومن قراءته على ابن نفيس في نرى الله ، وسيرى الله خاصة ، وعلى النصارى المسيح فقط من قراءة ابن نفيس على أبي أحمد ، وروى ابن جمهور ، وغيره عن السوسي الفتح ، وهو الذي لم يذكر أكثر المؤلفين عن السوسي سواه كصاحب التبصرة ، والتذكرة ، والهادي ، والهداية ، والكافي ، والغايتين ، والإرشادين والكفاية ، والجامع والروضة ، والتذكار ، وغيرهم .

                                                          وبه قرأ الداني على أبي الحسن بن غلبون . وإنما اشتهر الفتح عن السوسي من أجل أن ابن جرير كان يختار الفتح من ذات نفسه ، كذا رواه عنه فارس بن أحمد ، ونقله عنه الداني ، والوجهان جميعا صحيحان عنه ، ذكرهما له الشاطبي والصفراوي ، وغيرهما ، وسيأتي الكلام على ترقيق اللام من اسم الله بعد هذه الراء الممالة في باب اللامات - إن شاء الله تعالى - .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية