الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                16056 ( أخبرنا ) علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا إسماعيل بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ، ثنا جويرية ، عن مالك ، عن الزهري : أن حميد بن عبد الرحمن أخبره : أن المسور بن مخرمة أخبره : أن الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا ، فتشاوروا ، فقال لهم عبد الرحمن بن عوف : لست بالذي أنافسكم هذا الأمر ، ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم ، فجعلوا ذاك إلى عبد الرحمن بن عوف ، فلما ولوا عبد الرحمن بن عوف أمرهم انثال الناس على عبد الرحمن ، ومالوا عليه حتى ما أرى أحدا من الناس يتبع أحدا من أولئك الرهط ، ولا يطأ عقبه ، فمال الناس على عبد الرحمن يشاورونه ، ويناجونه تلك الليلة ، حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا فيها ، فبايعنا عثمان . قال المسور : طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل ، فضرب الباب فاستيقظت ، فقال : ألا أراك نائما فوالله ما اكتحلت هذه الثلاث بكثير نوم ، انطلق فادع الزبير وسعدا . فدعوتهما له فشاورهما ، ثم دعاني فقال : ادع لي عليا . فدعوته فناجاه حتى ابهار الليل ، ثم قام من عنده على طمع ، وقد كان عبد الرحمن يخشى من علي شيئا ، ثم قال : ادع لي عثمان فناجاه طويلا حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح ، فلما صلى الناس الصبح واجتمع أولئك الرهط عند المنبر ، فأرسل عبد الرحمن إلى من كان حاضرا من المهاجرين والأنصار ، وأرسل إلى الأمراء ، وكانوا قد وافوا تلك الحجة مع عمر ، فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن ، وقال : أما بعد ، يا علي ، فإني قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان ، فلا تجعلن على نفسك سبيلا ، وأخذ بيد عثمان ، وقال : أبايعك على سنة الله ، وسنة رسوله ، والخليفتين من بعده ، فبايعه عبد الرحمن ، وبايعه الناس المهاجرون ، والأنصار ، وأمراء الأجناد ، والمسلمون . رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد بن أسماء .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية