الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                16483 ( وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو عمرو الحيري ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا إسحاق ومحمد بن المثنى ، عن عبد الأعلى ، ثنا داود ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد : أن رجلا من أسلم يقال له ماعز بن مالك أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إني أصبت فاحشة ، فأقمه علي فرده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرارا ، ثم سأل قومه ، فقالوا : ما نعلم به بأسا إلا أنه أصاب شيئا يرى أن لا يخرجه منه ، إلا أن يقام فيه الحد . قال : فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمرنا أن نرجمه . قال : فانطلقنا إلى بقيع الغرقد ، قال : فما أوثقناه ولا حفرنا له . قال : فرميناه بالعظام ، والمدر ، والخزف ، قال : فاشتد واشتددنا خلفه حتى أتى عرض الحرة فانتصب لنا فرميناه بجلاميد الحرة - يعني الحجارة - حتى سكت . قال : ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبا من العشاء قال : " أكلما انطلقنا غزاة في سبيل الله تخلف رجل في عيالنا له نبيب كنبيب التيس على أن لا أوتى برجل فعل ذلك إلا نكلت به " . قال : فما استغفر له ، ولا سبه . لفظ حديث ابن المثنى ، رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى .

                                                                                                                                                وسؤاله قومه بعد اعترافه مرارا دليل على أنه كان يشك في عقله .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية