الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            12519 - وعن ثعلبة بن عباد العبدي من أهل البصرة قال : شهدت يوما خطبة لسمرة بن جندب ، فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت : فذكر حديث كسوف الشمس حتى قال : فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية . قال زهير : حسبته قال : فسلم فحمد الله - عز وجل - وأثنى عليه وشهد أنه عبد الله ورسوله ثم قال : " يا أيها الناس ، أنشدكم الله إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي - عز وجل - لما أخبرتموني ذاك " . قال : فقام رجال فقالوا : نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ، ونصحت لأمتك ، وقضيت الذي عليك[ ثم سكتوا ] . ثم قال : " أما بعد ، فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض ، وإنهم كذبوا ، ولكنها آيات من آيات الله - عز وجل - يختبر بها عباده ، فينظر من يحدث له منهم توبة ، وإني والله لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لاقوه من أمر دنياكم وآخرتكم ، وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا ، آخرهم الأعور الدجال ، ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبى تحيا - لشيخ حينئذ من الأنصار بينه وبين حجرة عائشة - وإنه متى يخرج - أو قال : فإنه متى ما يخرج - فإنه يزعم أنه الله ، فمن آمن به وصدقه واتبعه لم ينفعه صالح من عمله سلف ، ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشيء من عمله [ وقال حسن الأشيب : بسيء من عمله ] سلف ، وإنه سيظهر أو قال سوف يظهر - على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس ، وإنه يحصر المؤمنون في بيت المقدس فيزلزلوا زلزالا شديدا ، ثم يهلكه الله - تبارك وتعالى - حتى أن جذم الحائط - أو قال : أصل الحائط - وقال حسن الأشيب : أو أصل الشجرة - لينادي - أو قال : يقول : يا مؤمن - أو قال : يا مسلم هذا يهودي - أو قال : كافر تعال فاقتله " . قال : " ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أمورا يتفاقم شأنها في أنفسكم ، وتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم من هذا ذكرا وحتى تزول جبال عن مراتبها " . قال : " ثم على أثر ذلك القبض " . قال : ثم شهدت خطبة لسمرة ذكر فيها هذا الحديث ما قدم كلمة ولا أخرها عن موضعها . رواه أحمد والبزار ببعضه ، وقال فيه : " فمن اعتصم بالله فقال : ربي الله حي لا يموت فلا عذاب عليه ، ومن قال : [ ص: 342 ] أنت ربي فقد فتن " ، ورجال أحمد رجال الصحيح غير ثعلبة بن عبادة وثقه ابن حبان .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية