الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            37 - 2 - 12 - 2 - باب صرعه للشيطان .

                                                                                            14444 عن شقيق بن سلمة أبي وائل قال : قال عبد الله : لقي الشيطان رجلا من ‌‌‌‌‌‌‌‌أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فصارعه ، فتعره المسلم ، وأزم بإبهامه ، فقال : دعني أعلمك آية لا يسمعها أحد منا إلا ولى ، فأرسله ، فأبى أن يعلمه ، فصارعه ، فتعره المسلم ، وأزم بإبهامه [ فقال : دعني أعلمك آية لا يسمعها أحد منا إلا ولى ، فأرسله ، فأبى أن يعلمه ، فعاد فصرعه فتعره المسلم وأزم بإبهامه ] ، فقال : أخبرني بها ، فأبى أن يعلمه . فلما عاوده الثالثة قال : الآية التي في سورة البقرة ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) إلى آخرها ، فقيل لعبد الله : يا أبا عبد الرحمن ، من ذلك الرجل ؟ قال : من عسى أن يكون إلا عمر . 14445 وفي رواية : عن ابن مسعود أيضا قال : لقي رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا من الجن فصارعه ، فصرعه الإنسي ، [ ص: 71 ] فقال له الجني : عاودني ، فعاوده فصرعه الإنسي ، فقال له الإنسي : إني لأراك ضئيلا شحيبا ، كأن ذريعتيك ذريعتا كلب قال : فكذلك أنتم معاشر الجن - أو أنت منهم كذلك - قال : لا والله إني منهم لضليع ، ولكن عاودني الثالثة فإن صرعتني علمتك شيئا ينفعك ، فعاوده فصرعه ، فقال : هات علمني قال : هل تقرأ آية الكرسي ؟ قال : نعم قال : إنك لن تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان ; له خبج كخبج الحمار ، لا يدخله حتى يصبح قال رجل من القوم : يا أبا عبد الرحمن ، من ذاك الرجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : فعبس عبد الله وأقبل عليه ، وقال : من يكون هو إلا عمر - رضي الله عنه - .

                                                                                            رواهما الطبراني بإسنادين ، ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود ، ولكنه أدركه . ورواة الطريق الأولى فيهم المسعودي ، وهو ثقة ولكنه اختلط فبان لنا صحة رواية المسعودي برواية الشعبي . والله أعلم .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية