الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            15567 - [ ص: 290 ] وعن أبي الدرداء قال : خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة خفيفة ، فلما فرغ من خطبته قال : " يا أبا بكر ، قم فاخطب " . فقصر دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فلما فرغ من خطبته قال : " يا عمر ، قم فاخطب " . فقام فقصر دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودون أبي بكر . فلما فرغ من خطبته قال : " يا فلان ، قم فاخطب " . فشفق القول ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اسكت أو اجلس ; فإن التشقيق من الشيطان ، وإن البيان من السحر " .

                                                                                            وقال : " يا ابن أم عبد ، قم فاخطب " . فقام ابن أم عبد ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس ، إن الله - عز وجل - ربنا ، وإن الإسلام ديننا ، وإن القرآن إمامنا ، وإن البيت قبلتنا ، وإن هذا نبينا - وأومأ بيده إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رضينا ما رضي الله تعالى لنا ورسوله ، وكرهنا ما كره الله تعالى لنا ورسوله .

                                                                                            فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أصاب ابن أم عبد ، أصاب ابن أم عبد وصدق ، ورضيت بما رضي الله تعالى لي ولأمتي وابن أم عبد "
                                                                                            وكرهت ما كره الله تعالى لي ولأمتي وابن أم عبد ".

                                                                                            رواه الطبراني ، ورجاله ثقات إلا أن عبيد الله بن عثمان بن خثيم لم يسمع من أبي الدرداء . والله أعلم .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية