الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 259 - 260 ] ولا يجوز ) ( المسح لمن وجب عليه الغسل ) لحديث صفوان بن عسال رضي الله عنه أنه قال : " { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفرا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليها ، إلا عن جنابة ، ولكن من بول أو غائط أو نوم }" ; ولأن الجنابة لا تتكرر عادة فلا حرج في النزع ، بخلاف الحدث ; لأنه يتكرر .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الحديث الثالث :

                                                                                                        روى صفوان بن عسال ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا [ ص: 261 ] كنا سفرا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليها إلا عن جنابة ، ولكن من بول . أو غائط أو نوم } ، قلت : رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن صفوان ، وهو بكماله يتضمن قصة المسح ، والعلم والتوبة والهوى .

                                                                                                        أما الترمذي ، فرواه في " كتاب الدعوات " في " باب التوبة والاستغفار " من حديث سفيان . وحماد بن زيد ، كلاهما عن عاصم عن زر بن حبيش ، قال : أتيت صفوان بن عسال المرادي أسأله عن المسح على الخفين ، فقال : ما جاء بك يا زر ؟ فقلت : ابتغاء العلم ، فقال : إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما يطلب ، قلت : إنه حك في صدري المسح على الخفين بعد الغائط ، والبول ، وكنت امرأ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئتك أسألك ، هل سمعته يذكر في ذلك شيئا ؟ قال : نعم ، كان يأمرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا عن جنابة ، لكن من غائط وبول ونوم قال : فقلت : هل سمعته يذكر في الهوى شيئا ؟ قال : نعم ، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فناداه رجل : يا محمد يا محمد ، فقلنا له : ويحك اغضض من صوتك ، فإنك عند النبي صلى الله عليه وسلم فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم على نحو من صوته : " هاؤم " ، فقال : الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { المرء مع من أحب }قال : فما برح يحدثني أن الله جعل بالمغرب بابا عرضه مسيرة سبعين عاما للتوبة لا يغلق ما لم تطلع الشمس من قبله ، وذلك قوله تعالى: { يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها }الآية انتهى .

                                                                                                        قال الترمذي : حديث حسن صحيح ورواه في " الطهارة " من حديث أبي الأحوص عن عاصم به بقصة المسح فقط . وقال : حديث حسن صحيح ، ورواه النسائي في " سننه في باب الوضوء من الغائط " من حديث سفيان الثوري وسفيان بن عيينة ومالك بن مغول وزهير وأبي بكر بن عياش وشعبة ، كلهم عن عاصم به بقصة المسح فقط ، وأخرجه ابن ماجه في " الطهارة " في [ ص: 262 ] باب الوضوء من النوم " عن سفيان عن عاصم به بقصة المسح ، وفي " الفتن " عن إسرائيل عن عاصم به بقصة التوبة ، وفي العلم ، عن معمر عن عاصم به بقصة العلم ، ورواه ابن حبان في " صحيحه " في النوع الحادي والسبعين ، من القسم الأول من حديث سفيان عن عاصم به بتمامه ، ورواه ابن خزيمة في " صحيحه " من حديث معمر عن عاصم به بقصة المسح ، والتوبة ، قال الشيخ تقي الدين في " الإمام " : ذكر أنه رواه عن عاصم أكثر من ثلاثين من الأئمة ، وهو مشهور من حديث عاصم ، لكن الطبراني رواه من حديث عبد الكريم بن أبي المخارق عن حبيب بن أبي ثابت عن زر ، وهذه متابعة غريبة لعاصم عن زر إلا أن عبد الكريم ضعيف . انتهى .

                                                                                                        وعاصم روى له البخاري . ومسلم مقرونا بغيره ، ووثقه الإمام أحمد ، وأبو زرعة ، ومحمد بن سعد وأحمد بن عبد الله العجلي . وغيرهم ، وكان صاحب سنة ، وقراءة للقرآن ، غير أنهم تكلموا في حفظه ، قال العقيلي : لم يكن فيه إلا سوء الحفظ ، وقال الدارقطني : في حفظه شيء ، وقال ابن معين : لا بأس به ، وقال أبو حاتم : محله الصدق ، ولم يكن بذاك الحافظ ، وقال النسائي : ليس به بأس .




                                                                                                        الخدمات العلمية