الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        ( فإن أن فيها أو تأوه أو بكى فارتفع بكاؤه ، فإن كان من ذكر الجنة أو النار لم يقطعها ) لأنه يدل على زيادة الخشوع ( وإن كان من وجع أو مصيبة قطعها ) لأن فيه إظهار الجزع والتأسف ، فكان من كلام الناس . وعن أبي يوسف رحمه الله أن قوله آه لا يفسد في الحالين ، وأوه يفسد ، وقيل : الأصل عنده أن الكلمة إذا اشتملت على حرفين وهما زائدتان أو إحداهما لا تفسد ، وإن كانتا أصليتين تفسد ، وحروف الزوائد جموعها في قولهم : " اليوم تنساه " وهذا لا يقوى ; لأن كلام الناس في متفاهم العرف يتبع وجود حروف الهجاء وإفهام المعنى ، ويتحقق ذلك في حروف كلها زوائد ( وإن تنحنح بغير عذر ) بأن لم يكن مدفوعا إليه ( وحصل به الحروف ينبغي أن يفسد عندهما ، وإن كان بعذر فهو عفو كالعطاس ) والجشاء إذا حصل به حروف ( ومن عطس فقال له آخر " يرحمك الله " وهو في الصلاة فسدت صلاته ) لأنه يجري في مخاطبات الناس ، فكان من كلامهم ; بخلاف ما إذا قال العاطس أو السامع " الحمد لله " على ما قالوا ، لأنه لم يتعارف جوابا .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الخدمات العلمية