الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        ( ومن دخل مسجدا قد أذن فيه يكره له أن يخرج حتى يصلي ) لقوله عليه الصلاة والسلام { لا يخرج من المسجد بعد النداء إلا منافق ، أو رجل يخرج لحاجة يريد الرجوع }. قال : ( إلا إذا كان ممن ينتظم به أمر جماعة ) لأنه ترك صورة تكميل معنى ( وإن كان قد صلى وكانت الظهر أو العشاء فلا بأس بأن يخرج ) لأنه أجاب داعي الله مرة ( إلا إذا أخذ المؤذن في الإقامة ) لأنه يتهم بمخالفة الجماعة عيانا ( وإن كانت العصر أو المغرب أو الفجر خرج ، وإن أخذ المؤذن فيها ) لكراهة التنفل بعدها .

                                                                                                        [ ص: 177 ]

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        [ ص: 177 ] الحديث التاسع عشر بعد المائة : قال عليه السلام : { لا يخرج من المسجد بعد النداء إلا منافق ، أو رجل يخرج لحاجة ، يريد الرجوع } ، قلت : رواه ابن ماجه في " سننه " بمعناه حدثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب أخبرنا عبد الجبار بن عمر عن ابن أبي فروة عن محمد بن يوسف ، مولى عثمان بن عفان عن أبيه عن عثمان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من أدرك الأذان في المسجد ، ثم خرج ، لم يخرج لحاجة وهو [ ص: 178 ] لا يريد الرجوع ، فهو منافق }انتهى .

                                                                                                        وأخرج أبو داود في " المراسيل " عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { لا يخرج من المسجد أحد بعد النداء ، إلا منافق ، إلا أحد أخرجته حاجة ، وهو يريد الرجوع }. انتهى . ورواه عبد الرزاق في " مصنفه " أخبرنا ابن عيينة حدثني عبد الرحمن بن حرملة عن ابن المسيب ، فذكروه ، وأخرج الجماعة إلا البخاري عن { أبي الشعثاء ، قال : كنا مع أبي هريرة في المسجد فخرج رجل حين أذن المؤذن للعصر ، فقال أبو هريرة : أما هذا فقد عصى أبا القاسم }انتهى .

                                                                                                        وهذا الحديث موقوف عند بعضهم ، وقال أبو عمر بن عبد البر : إنه مسند ، وكذلك نظائره ، { لحديث أبي هريرة ، من لم يجب الدعوة ، فقد عصى أبا القاسم } ، وقال : لا تختلفوا في ذلك ، ورواه إسحاق بن راهويه في " مسنده " ، وزاد فيه { : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذن المؤذن ، فلا تخرجوا حتى تصلوا }. انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية