الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون

                                                                                                                                                                                                                                      وما أرسلنا في قرية من نبي إشارة إجمالية إلى بيان أحوال سائر الأمم ، إثر بيان أحوال الأمم المذكورة تفصيلا ، و" من " مزيدة لتأكيد النفي ، والصفة محذوفة ; أي : من نبي كذب ، أو كذبه أهلها .

                                                                                                                                                                                                                                      إلا أخذنا أهلها استثناء مفرغ من أعم الأحوال ، و" أخذنا " في محل النصب من فاعل أرسلنا ، والفعل الماضي لا يقع بعد " إلا " إلا بأحد شرطين : إما تقدير " قد " كما في هذه الآية ، أو مقارنة " قد " كما في قولك : ما زيد إلا قد قام ، والتقدير : وما أرسلنا في قرية من القرى المهلكة نبيا من الأنبياء في حال من الأحوال ، إلا حال كوننا آخذين [ ص: 253 ] أهلها .

                                                                                                                                                                                                                                      بالبأساء بالبؤس والفقر .

                                                                                                                                                                                                                                      والضراء بالضر والمرض ، لكن لا على معنى أن ابتداء الإرسال مقارن للأخذ المذكور ، بل على أنه مستتبع له غير منفك عنه بالآخرة ، لاستكبارهم عن اتباع نبيهم وتعززهم عليه ، حسبما فعلت الأمم المذكورة .

                                                                                                                                                                                                                                      لعلهم يتضرعون كي يتضرعوا ويتذللوا ، ويحطوا أردية الكبر والعزة عن أكتافهم ، كقوله تعالى : ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية