الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            قوله تعالى : وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله .

                                                                                            11337 عن عوف بن مالك الأشجعي قال : انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - [ يوما ] وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود يوم عيدهم ، فكرهوا دخولنا عليهم ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا معشر اليهود ، أروني اثني عشر رجلا منكم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يحط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي عليه " ، فأسكتوا ، فما أجابه منهم أحد ، ثم رد عليهم فلم يجبه أحد ، ثم [ ص: 106 ] ثلث فلم يجبه أحد ، فقال : " أبيتم ، فوالله لأنا الحاشر وأنا العاقب وأنا المقفى آمنتم أو كذبتم " . ثم انصرف وأنا معه حتى [ أننا ] كدنا أن نخرج نادى رجل من خلفه ، فقال : كما أنت يا محمد . فأقبل ، فقال ذاك الرجل : أي رجل تعلموني منكم يا معشر اليهود ؟ قالوا : والله ما نعلم فينا رجلا كان أعلم بكتاب الله ولا أفقه منك ولا من أبيك قبلك ولا من جدك قبل أبيك . قال : فإني أشهد بالله أنه نبي الله الذي تجدون في التوراة . قالوا : كذبت ، ثم ردوا عليه [ وقالوا فيه ] شرا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كذبتم لن نقبل منكم قولكم " . قال : فخرجنا ونحن ثلاثة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا وابن سلام - فأنزل الله - تعالى - قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين . رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح .

                                                                                            قوله تعالى : فلما رأوه عارضا مذكور في سورة الذاريات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية