الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وأوحينا إليه الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 205 ]

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : ( وأوحينا إليه ) الآية ، قال : أوحي إلى يوسف عليه السلام وهو في الجب لتنبئن إخوتك بما صنعوا ( وهم لا يشعرون ) بذلك الوحي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : ( وأوحينا إليه ) الآية ، قال : أوحى الله إليه وحيا وهو في الجب أن سينبئهم بما صنعوا ( وهم ) - أي إخوته – ( لا يشعرون ) بذلك الوحي فهون ذلك الوحي عليه ما صنع به .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله : ( وهم لا يشعرون ) قال : لم يعلموا أنه أوحي إليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن زيد في قوله : ( وهم لا يشعرون ) قال : لا يشعرون أنه أوحي إليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن جريج في قوله : ( وهم لا يشعرون ) يقول : لا يشعرون أنه يوسف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : لما دخل إخوة يوسف على يوسف فعرفهم وهم له منكرون ، جيء بالصواع فوضعه على يده ثم [ ص: 206 ]

                                                                                                                                                                                                                                      نقره فطن فقال : إنه ليخبرني هذا الجام أنه كان لكم أخ من أبيكم يقال له يوسف يدنيه دونكم وأنكم انطلقتم به فألقيتموه في غيابة الجب فأتيتم أباكم فقلتم إن الذئب أكله وجئتم على قميصه بدم كذب ، فقال بعضهم لبعض إن هذا الجام ليخبره بخبركم ، قال ابن عباس : فلا نرى هذه الآية نزلت إلا في ذلك ( لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما ألقي يوسف في الجب أتاه جبريل عليه السلام فقال له : يا غلام من ألقاك في هذا الجب قال : إخوتي ، قال : ولم قال : لمودة أبي إياي حسدوني ، قال : تريد الخروج من ها هنا قال : ذاك إلى إله يعقوب ، قال : قل اللهم إني أسألك باسمك المكنون المخزون يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام أن تغفر لي ذنبي وترحمني وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا وأن ترزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب ، فقالها فجعل الله له من أمره فرجا ومخرجا ورزقه ملك مصر من حيث لا يحتسب فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألظوا بهؤلاء الكلمات فإنهن دعاء المصطفين الأخيار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن أبي بكر بن عياش قال : كان يوسف عليه السلام في الجب ثلاثة أيام [ ص: 207 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية