الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وجاءوا على قميصه بدم كذب .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ( وجاءوا على قميصه بدم كذب ) قال : كان دم سخلة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد في قوله : ( بدم كذب ) قال : كان ذلك الدم كذبا لم يكن دم يوسف كان دم سخلة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في الآية قال : أخذوا ظبيا فذبحوه فلطخوا به القميص فجعل يعقوب عليه السلام يقلب القميص فيقول : ما أرى أثر ناب ولا ظفر إن هذا لسبع رحيم ، فعرف أنهم كذبوه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 208 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس ( وجاءوا على قميصه بدم كذب ) قال : لما أتي يعقوب بقميص يوسف عليه السلام فلم ير فيه خرقا قال كذبتم لو كان كما تقولون أكله الذئب لخرق القميص .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن الحسن قال : لما جيء بقميص يوسف عليه السلام إلى يعقوب عليه السلام جعل يقلبه فيرى أثر الدم ولا يرى فيه شقا ولا خرقا فقال : يا بني والله ما كنت أعهد الذئب حليما إذ أكل ابني وأبقى قميصه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن الشعبي قال : ذبحوا جديا ولطخوه بدمه فلما نظر يعقوب إلى القميص صحيحا عرف أن القوم كذبوه فقال لهم : إن كان هذا الذئب لحليما حيث رحم القميص ولم يرحم ابني .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن قتادة قال : لما أتوا نبي الله يعقوب بقميصه قال : ما أرى أثر سبع ولا طعن ولا خرق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني في «أماليه» عن ربيعة قال : لما أتي يعقوب عليه السلام فقيل : إن يوسف أكله الذئب ، دعا الذئب فقال : أكلت قرة عيني وثمرة فؤادي ، قال : لم أفعل ، قال : فمن أين جئت ومن أين تريد قال : جئت من أرض مصر وأريد أرض جرجان ، قال : فما يعنيك [ ص: 209 ]

                                                                                                                                                                                                                                      بها قال : سمعت الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبلك يقولون : من زار حميما أو قريبا كتب الله له بكل خطوة ألف ألف حسنة وحط عنه ألف ألف سيئة ويرفع له ألف ألف درجة ، فدعا بنيه فقال : اكتبوا هذا الحديث فأبى أن يحدثهم ، فقال : ما لك لا تحدثهم فقال : إنهم عصاة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن مبارك قال : سئل ابن سيرين عن رجل رأى في المنام أنه يستاك كلما أخرج السواك رأى عليه دما ، قال : اتق الله ولا تكذب ، وقرأ ( وجاءوا على قميصه بدم كذب ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله : ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا ) قال : أمرتكم أنفسكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : ( بل سولت لكم أنفسكم أمرا ) يقول : بل زينت لكم أنفسكم أمرا ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) أي على ما تكذبون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب «الصبر» ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن حيان بن أبي جبلة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله : ( فصبر جميل ) قال : لا شكوى فيه من بث لم يصبر .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 210 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : ( فصبر جميل ) قال : ليس فيه جزع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن قال : الصبر الجميل الذي ليس فيه شكوى إلا إلى الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن الثوري عن بعض الصحابة قال : يقال ثلاثة من الصبر : ألا تحدث بما يوجعك ولا بمصيبتك ولا تزكي نفسك .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية