الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : قالوا إن يسرق الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : ( قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) قال : يعنون يوسف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن إسحاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد قال : كان أول ما دخل على يوسف من البلاء فيما بلغني أن عمته وكانت أكبر ولد إسحاق وكانت إليها منطقة إسحاق ، فكانوا يتوارثونها بالكبر وكان يعقوب حين ولد له يوسف قد حضنته عمته فكان معها وإليها ، فلم يحب أحد شيئا من الأشياء كحبها إياه حتى ترعرع وقعت نفس يعقوب عليه فأتاها فقال : يا أخية سلمي إلي يوسف فوالله ما أقدر على أن يغيب عني ساعة ، قالت : [ ص: 297 ]

                                                                                                                                                                                                                                      فوالله ما أنا بتاركته فدعه عندي أياما أنظر إليه لعل ذلك يسليني عنه ، فلما خرج يعقوب من عندها عمدت إلى منطقة إسحاق عليه السلام فحزمتها على يوسف من تحت ثيابه ثم قالت : فقدت منطقة إسحاق فانظروا من أخذها ومن أصابها فالتمست ثم قالت : اكشفوا أهل البيت ، فكشفوهم فوجدوها مع يوسف فقالت : والله إنه لسلم أصنع فيه ما شئت فأتاها يعقوب فأخبرته الخبر فقال لها : أنت وذاك إن كان فعل ذلك فهو سلم لك ما أستطيع غير ذلك فأمسكته فما قدر عليه حتى ماتت ، فهو الذي يقول إخوة يوسف حين صنع بأخيه ما صنع : ( إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن ابن عباس قال : سرق مكحلة لخالته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن عطية قال : سرق في صباه ميلين من ذهب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) قال : سرق يوسف عليه السلام صنما لجده أبي أمه من ذهب وفضة فكسره وألقاه في الطريق فعيره إخوته بذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير في قوله : ( إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) قال : سرق يوسف صنما لجده أبي أمه من ذهب وفضة فكسره وألقاه في الطريق فعيره بذلك إخوته .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 298 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن ابن جريج في الآية قال : كانت أم يوسف أمرت يوسف أن يسرق صنما لخاله كان يعبده وكانت مسلمة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن قتادة قال : سرقته التي عابوه بها : أخذ صنما كان لأبي أمه وإنما أراد بذلك الخير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن زيد بن أسلم قال : كان يوسف غلاما صغيرا مع أمه عند خال له وهو يلعب مع الغلمان فدخل كنيسة لهم فوجد تمثالا لهم صغيرا من ذهب فأخذه ، قال : وهو الذي عيره إخوته به ( إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن عطية في الآية قال : كان يوسف عليه السلام معهم على الخوان فأخذ شيئا من الطعام فتصدق به .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن وهب بن منبه أنه سئل : كيف أخاف يوسف أخاه بأخذ الصواع وقد كان أخبره أنه أخوه وأنتم تزعمون أنه لم يزل متنكرا لهم ، يكايدهم حتى رجعوا فقال : إنه لم يعترف له بالنسب ولكنه قال : أنا أخوك مكان أخيك الهالك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ( فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم ) قال : أسر في نفسه ، قوله ( أنتم شر [ ص: 299 ]

                                                                                                                                                                                                                                      مكانا والله أعلم بما تصفون
                                                                                                                                                                                                                                      ) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : ( شر مكانا ) قال يوسف يقوله ( والله أعلم بما تصفون ) قال : تقولون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق في «المصنف» عن شيبة قال : لما لقي يوسف أخاه قال : هل تزوجت بعدي قال : نعم ، قال : وما شغلك الحزن علي قال : إن أباك يعقوب قال لي : تزوج لعل الله أن يذرأ منك ذرية يثقلون أو قال يسكنون الأرض بتسبيحة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية