الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ذلك من أنباء الغيب الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله : ( وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون ) قال : هم بنو يعقوب إذ يمكرون بيوسف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن قتادة ( وما كنت لديهم ) يعني [ ص: 348 ]

                                                                                                                                                                                                                                      محمدا صلى الله عليه وسلم يقول ما كنت لديهم وهم يلقونه في غيابة الجب ( وهم يمكرون ) بيوسف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن الضحاك ( وكأين من آية ) - قال : كم من آية في السماء يعني شمسها وقمرها ونجومها وسحابها ، وفي الأرض ما فيها من الخلق والأنهار والجبال والمدائن والقصور .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة قال في مصحف عبد الله ( وكأين من آية في السماوات والأرض يمشون عليها ) والسماء والأرض آيتان عظيمتان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله : ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) قال : سلهم من خلقهم ومن خلق السماوات والأرض ، فيقولون : الله ، فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن عطاء في قوله : ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) قال : كانوا يعلمون أن الله ربهم وهو خالقهم وهو رازقهم وكانوا مع ذلك يشركون .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 349 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) قال : إيمانهم قولهم : الله خلقنا وهو يرزقنا ويميتنا فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيره .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن الضحاك في قوله : ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) قال : كانوا يشركون به في تلبيتهم يقولون : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن الحسن في قوله : ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) قال : ذاك المنافق يعمل بالرياء وهو مشرك بعمله .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية