الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين

                                                                                                                                                                                                                                      ومنهم بيان لقبائح بعض آخر منهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن لنؤتين الزكاة وغيرها من الصدقات ولنكونن من الصالحين قال ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما -: يريد الحج، وقرئ بالنون الخفيفة فيهما، قيل: نزلت في ثعلبة بن حاطب أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يرزقني مالا، فقال صلى الله عليه وسلم: "يا ثعلبة، قليل تؤدي حقه خير من كثير لا تطيقه" فراجعه وقال: والذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالا لأعطين كل ذي حق حقه، فدعا له، فاتخذ غنما فنمت كما ينمو الدود حتى ضاقت بها المدينة، فنزل واديا وانقطع عن الجماعة والجمعة، فسأل عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل: كثر ماله حتى لا يسعه واد، فقال: "يا ويح ثعلبة"، فبعث مصدقين لأخذ الصدقات فاستقبلهما الناس بصدقاتهم ومرا بثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي فيه الفرائض، فقال: ما هذه إلا جزية، ما هذه إلا أخت الجزية، وقال: ارجعا حتى أرى رأيي، وذلك قوله عز وجل:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية