الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن مع الكرام البررة وزينوا القرآن بأصواتكم
7105 حدثني nindex.php?page=showalam&ids=12370إبراهيم بن حمزة حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16372ابن أبي حازم عن nindex.php?page=showalam&ids=17365يزيد عن nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=656989أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول nindex.php?page=treesubj&link=18651_32258ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به
[ ص: 528 ]
[ ص: 528 ] قوله : باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الماهر ) أي الحاذق والمراد به هنا جودة التلاوة مع حسن الحفظ .
قوله ( مع سفرة الكرام البررة ) كذا لأبي ذر إلا عن الكشميهني فقال " مع السفرة " وهو كذلك للأكثر ، والأول من إضافة الموصوف إلى صفته والمراد بالسفرة الكتبة جمع سافر مثل كاتب وزنه ومعناه ، وهم هنا الذين ينقلون من اللوح المحفوظ فوصفوا بالكرام أي المكرمين عند الله تعالى ، والبررة أي المطيعين المطهرين من الذنوب وأصل الحديث تقدم مسندا في التفسير لكن بلفظ : مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ، وأخرجه مسلم بلفظه من طريق زرارة بن أبي أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=849012الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، قال القرطبي الماهر : الحاذق وأصله الحذق بالسباحة ؛ قاله الهروي nindex.php?page=treesubj&link=18621والمراد بالمهارة بالقرآن جودة الحفظ وجودة التلاوة من غير تردد فيه لكونه يسره الله تعالى عليه كما يسره على الملائكة فكان مثلها في الحفظ والدرجة .
قوله ( وزينوا القرآن بأصواتكم ) هذا الحديث من الأحاديث التي علقها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ولم يصلها في موضع آخر من كتابه ، وقد أخرجه في كتاب خلق أفعال العباد من رواية عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بهذا ، وأخرجه أحمد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه والدارمي وابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحيهما من هذا الوجه ، وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في صحيحه ، وعن ابن عباس أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في الأفراد بسند حسن وعن عبد الرحمن بن عوف أخرجه البزار بسند ضعيف ، وعن ابن مسعود وقع لنا في الأول من فوائد عثمان بن السماك ولكنه موقوف ، قال ابن بطال : المراد بقوله " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504332زينوا القرآن بأصواتكم " المد والترتيل والمهارة في القرآن جودة التلاوة بجودة الحفظ فلا يتلعثم ولا يتشكك وتكون قراءته سهلة بتيسير الله تعالى كما يسره على الكرام البررة قال : ولعل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أشار بأحاديث هذا الباب إلى أن الماهر بالقرآن هو الحافظ له مع حسن الصوت به والجهر به بصوت مطرب بحيث يلتذ سامعه انتهى . والذي قصده nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إثبات كون التلاوة فعل العبد فإنها يدخلها التزيين والتحسين والتطريب ، وقد يقع بأضداد ذلك وكل ذلك دال على المراد ، وقد أشار إلى ذلك ابن المنير فقال : ظن الشارح أن غرض nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري جواز nindex.php?page=treesubj&link=18651قراءة القرآن بتحسين الصوت وليس كذلك ، وإنما غرضه الإشارة إلى ما تقدم من وصف [ ص: 529 ] التلاوة بالتحسين والترجيع والخفض والرفع ومقارنة الأحوال البشرية كقول عائشة " nindex.php?page=hadith&LINKID=849013يقرأ القرآن في حجري وأنا حائض " فكل ذلك يحقق أن التلاوة فعل القارئ وتتصف بما تتصف به الأفعال ويتعلق بالظروف الزمانية والمكانية انتهى . ويؤيده ما قال في كتاب خلق أفعال العباد بعد أن أخرج حديث nindex.php?page=hadith&LINKID=848832زينوا القرآن بأصواتكم من حديث البراء وعلقه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنهما ، وذكر حديث أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : nindex.php?page=hadith&LINKID=849014يا أبا موسى لقد أوتيت من مزامير آل داود ، وأخرجه من حديث البراء بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=3504333سمع أبا موسى يقرأ فقال كأن هذا من أصوات آل داود ، ثم قال : ولا ريب في تخليق مزامير آل داود وندائهم لقوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=101وخلق كل شيء ثم ذكر حديث عائشة : nindex.php?page=hadith&LINKID=849015الماهر بالقرآن مع السفرة الحديث ، وحديث أنس أنه nindex.php?page=hadith&LINKID=849016سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان يمد مدا ، وحديث قطبة بن مالك nindex.php?page=hadith&LINKID=849017أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة الفجر nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10والنخل باسقات لها طلع نضيد يمد بها صوته ثم قال فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن أصوات الخلق وقراءتهم مختلفة بعضها أحسن من بعض وأزين وأحلى وأرتل وأمهر وأمد وغير ذلك ، ثم ذكر فيه ستة أحاديث .
الحديث الأول : حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . قوله : nindex.php?page=showalam&ids=16372ابن أبي حازم ) هو عبد العزيز بن سلمة بن دينار و " nindex.php?page=showalam&ids=17365يزيد " شيخه هو ابن الهاد ، و " nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم " هو التيمي ، وقد تقدمت الإشارة إليه في باب : وأسروا قولكم أو اجهروا به من " كتاب التوحيد " .
[ ص: 528 ] قوله : باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الماهر ) أي الحاذق والمراد به هنا جودة التلاوة مع حسن الحفظ .
قوله ( مع سفرة الكرام البررة ) كذا لأبي ذر إلا عن الكشميهني فقال " مع السفرة " وهو كذلك للأكثر ، والأول من إضافة الموصوف إلى صفته والمراد بالسفرة الكتبة جمع سافر مثل كاتب وزنه ومعناه ، وهم هنا الذين ينقلون من اللوح المحفوظ فوصفوا بالكرام أي المكرمين عند الله تعالى ، والبررة أي المطيعين المطهرين من الذنوب وأصل الحديث تقدم مسندا في التفسير لكن بلفظ : مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ، وأخرجه مسلم بلفظه من طريق زرارة بن أبي أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة مرفوعا : nindex.php?page=hadith&LINKID=849012الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، قال القرطبي الماهر : الحاذق وأصله الحذق بالسباحة ؛ قاله الهروي nindex.php?page=treesubj&link=18621والمراد بالمهارة بالقرآن جودة الحفظ وجودة التلاوة من غير تردد فيه لكونه يسره الله تعالى عليه كما يسره على الملائكة فكان مثلها في الحفظ والدرجة .
قوله ( وزينوا القرآن بأصواتكم ) هذا الحديث من الأحاديث التي علقها nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ولم يصلها في موضع آخر من كتابه ، وقد أخرجه في كتاب خلق أفعال العباد من رواية عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بهذا ، وأخرجه أحمد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه والدارمي وابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحيهما من هذا الوجه ، وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في صحيحه ، وعن ابن عباس أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في الأفراد بسند حسن وعن عبد الرحمن بن عوف أخرجه البزار بسند ضعيف ، وعن ابن مسعود وقع لنا في الأول من فوائد عثمان بن السماك ولكنه موقوف ، قال ابن بطال : المراد بقوله " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504332زينوا القرآن بأصواتكم " المد والترتيل والمهارة في القرآن جودة التلاوة بجودة الحفظ فلا يتلعثم ولا يتشكك وتكون قراءته سهلة بتيسير الله تعالى كما يسره على الكرام البررة قال : ولعل nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أشار بأحاديث هذا الباب إلى أن الماهر بالقرآن هو الحافظ له مع حسن الصوت به والجهر به بصوت مطرب بحيث يلتذ سامعه انتهى . والذي قصده nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إثبات كون التلاوة فعل العبد فإنها يدخلها التزيين والتحسين والتطريب ، وقد يقع بأضداد ذلك وكل ذلك دال على المراد ، وقد أشار إلى ذلك ابن المنير فقال : ظن الشارح أن غرض nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري جواز nindex.php?page=treesubj&link=18651قراءة القرآن بتحسين الصوت وليس كذلك ، وإنما غرضه الإشارة إلى ما تقدم من وصف [ ص: 529 ] التلاوة بالتحسين والترجيع والخفض والرفع ومقارنة الأحوال البشرية كقول عائشة " nindex.php?page=hadith&LINKID=849013يقرأ القرآن في حجري وأنا حائض " فكل ذلك يحقق أن التلاوة فعل القارئ وتتصف بما تتصف به الأفعال ويتعلق بالظروف الزمانية والمكانية انتهى . ويؤيده ما قال في كتاب خلق أفعال العباد بعد أن أخرج حديث nindex.php?page=hadith&LINKID=848832زينوا القرآن بأصواتكم من حديث البراء وعلقه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنهما ، وذكر حديث أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : nindex.php?page=hadith&LINKID=849014يا أبا موسى لقد أوتيت من مزامير آل داود ، وأخرجه من حديث البراء بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=3504333سمع أبا موسى يقرأ فقال كأن هذا من أصوات آل داود ، ثم قال : ولا ريب في تخليق مزامير آل داود وندائهم لقوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=101وخلق كل شيء ثم ذكر حديث عائشة : nindex.php?page=hadith&LINKID=849015الماهر بالقرآن مع السفرة الحديث ، وحديث أنس أنه nindex.php?page=hadith&LINKID=849016سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان يمد مدا ، وحديث قطبة بن مالك nindex.php?page=hadith&LINKID=849017أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة الفجر nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=10والنخل باسقات لها طلع نضيد يمد بها صوته ثم قال فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن أصوات الخلق وقراءتهم مختلفة بعضها أحسن من بعض وأزين وأحلى وأرتل وأمهر وأمد وغير ذلك ، ثم ذكر فيه ستة أحاديث .
الحديث الأول : حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . قوله : nindex.php?page=showalam&ids=16372ابن أبي حازم ) هو عبد العزيز بن سلمة بن دينار و " nindex.php?page=showalam&ids=17365يزيد " شيخه هو ابن الهاد ، و " nindex.php?page=showalam&ids=16900محمد بن إبراهيم " هو التيمي ، وقد تقدمت الإشارة إليه في باب : وأسروا قولكم أو اجهروا به من " كتاب التوحيد " .