الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            36 - 51 - باب في معجزاته - صلى الله عليه وسلم - في الحيوانات ، والشجر ، وغير ذلك .

                                                                                            14153 - عن أنس بن مالك قال : كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه ، وإنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره ، وأن الأنصار جاءوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : إنه كان لنا جمل نستني عليه ، وإنه استصعب علينا ، ومنعنا ظهره ، وقد عطش الزرع والنخل . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : " قوموا " . فقاموا ، فدخل الحائط والجمل في ناحيته ، فمشى النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه . فقالت الأنصار : يا رسول الله ، قد صار مثل الكلب الكلب ، وإنا نخاف عليك صولته . قال : " ليس علي منه بأس " . فلما نظر الجمل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل نحوه ، حتى خر ساجدا بين يديه ، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل . فقال له أصحابه : يا رسول الله ، هذا بهيمة لا يعقل يسجد لك ، ونحن نعقل ; فنحن أحق أن نسجد لك ! قال : " لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ; لعظم حقه عليها ، لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه " .

                                                                                            رواه أحمد والبزار ، ورجاله رجال الصحيح غير حفص ابن أخي أنس وهو ثقة .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية