الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وضرب الله مثلا الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم إلى آخر الآية : يعني بالأبكم الذي هو كل على مولاه الكافر، وبقوله : ومن يأمر بالعدل المؤمن، وهذا المثل في الأعمال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن [ ص: 88 ] عساكر، عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم في رجلين؛ أحدهما عثمان بن عفان، ومولى له كافر، وهو أسيد بن أبي العيص، كان يكره الإسلام، وكان عثمان ينفق عليه ويكفله ويكفيه المئونة، وكان الآخر ينهاه عن الصدقة والمعروف، فنزلت فيهما .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد ، وابن أبي شيبة ، والبخاري في " تاريخه "، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والضياء في " المختارة "، عن ابن عباس في قوله : ومن يأمر بالعدل . قال : عثمان بن عفان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال : هذا مثل ضربه الله للآلهة أيضا، أما الأبكم فالصنم، إنه أبكم لا ينطق، وهو كل على مولاه ينفقون عليه وعلى من يأتيه، ولا ينفق عليهم ولا يرزقهم، هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : أحدهما أبكم . قال : هو الوثن، هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل . قال : الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : كل . قال : الكل العيال، كانوا إذا ارتحلوا حملوه على بعير ذلول، وجعلوا معه نفرا [ ص: 89 ] يمسكونه خشية أن يسقط، فهو عناء وعذاب وعيال عليهم، هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم . يعني نفسه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن ابن مسعود ، أنه قرأ : (أينما يوجه لا يأت بخير) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية