الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1606 ) 16) باب في كيفية القبور وكراهية تجصيصها والبناء عليها ، وهل يجعل في القبر شيء ؟

                                                                                              [ 832 ] عن سعد بن أبي وقاص أنه قال في مرضه الذي هلك فيه : الحدوا لي لحدا ، وانصبوا علي اللبن نصبا - كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                              رواه أحمد (1 \ 184) ، ومسلم (966) ، والنسائي (4 \ 80) ، وابن ماجه (1556) .

                                                                                              [ ص: 624 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 624 ] (16) ومن باب : كيفية القبور

                                                                                              قوله " اتخذوا لي لحدا " ، اللحد : هو أن يشق في الأرض ثم يحفر قبر آخر في جانب الشق من جهة القبلة ، يدخل فيه الميت ويسد عليه باللبن ، وهو أفضل عندنا من الشق ، وكل واحد منهما جائز ، غير أن الذي اختار الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - هو اللحد ; وذلك أنه لما أراد الصحابة أن يحفروا للنبي - صلى الله عليه وسلم - اشتوروا في ذلك ، وكان في المدينة رجلان أحدهما يلحد والآخر لا يلحد ، فقالت الصحابة : اللهم اختر لنبيك ، فجاء الذي يلحد أولا فلحدوا . اشتوارهم في ذلك وتوقفهم يدل على أنه لم يكن عندهم في أفضلية أحدهما من النبي - صلى الله عليه وسلم - تعيين ، ولذلك رجعوا إلى الدعاء في تعيين الأفضل ، ولم يقع في كتاب مسلم ذكر غسله - صلى الله عليه وسلم - ولا الصلاة عليه ، وقد ذكر في غيره . فأما غسله - صلى الله عليه وسلم - فغسل في قميصه ، وذلك أنهم أرادوا أن ينزعوا قميصه ليغسلوه فسمعوا قائلا يقول : لا تنزعوا القميص - كما ذكره مالك في الموطأ . وأما الصلاة عليه فصلى الناس عليه أفواجا : الرجال ، والنساء ، والصبيان - من غير إمام ; صلوا فوجا بعد فوج على ما ذكر أهل السير ، واختلف في [ ص: 625 ] سبب ذلك على أقوال ; فقيل : لأنهم لم يكن لهم إمام - وهذا خطأ ; لأن إمامة الفريضة لم تتعطل ، ولأن البيعة لأبي بكر تمت قبل دفنه وهو إمام الناس . وقيل : بل صلي عليه كذلك ليأخذ كل من الناس بنصيبه من الأجر والفضل .

                                                                                              ومات النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين ، وأخر دفنه إلى يوم الثلاثاء ، وأخر دفنه لأنهم اشتغلوا بأمر الإمامة ; لأنهم خافوا ثوران فتنة .




                                                                                              الخدمات العلمية